عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2015, 07:21 PM   #1
كريمة احمد
~¦ رغد جديد ¦~


الصورة الرمزية كريمة احمد
كريمة احمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1697
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : 15-07-2015 (07:41 PM)
 المشاركات : 21 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هل العفو والمسامحة أفضل أو أخذ الحق !



:

والجواب عليه : أن العفو أفضل من حيث الأصل لكن قد يوضع في غير مكانه فلا يكون أفضل ، بل قد يأثم العافي ، فيكون وضع كل شيء في مكانه المستحق له هو الجواب عن الإشكال عندك .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" الانتقام له موضع يحسن فيه , والعفو له موضع كذلك , وإيضاحه أن من المظالم ما يكون في الصبر عليه انتهاك حرمة الله , ألا ترى أنّ من غصبت منه جاريته – مثلاً - إذا كان الغاصب يزني بها فسكوته وعفوه عن هذه المظلمة قبيح وضعف وخور تنتهك به حرمات الله Black question mark ornamentHeavy exclamation mark symbol
فالانتقام في مثل هذه الحالة واجب , وعليه يحمل الأمر ( فَاعْتَدُوا ) الآية , أي : كما بدأ الكفار بالقتال فقتالهم واجب , بخلاف من أساء إليه بعض إخوانه من المسلمين بكلام قبيح ونحو ذلك فعفوه أحسن وأفضل .

وقد قال أبو الطيب المتنبي :
إذا قيل حِلمٌ قال للحِلم موضعٌ *** وحِلمُ الفتى في غير موضعه جهلُ " انتهى من " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " ( ص 32 ، 33 ) .
والذي يعفو عن المسيء المستحق للعفو : فإن له البشرى بالعز في الدنيا والآخرة ، تحقيقاً لقول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العفو والمسامحة أفضل الحق وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً ) رواه مسلم ( 2588 ) من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، وله الأجر والثواب في الآخرة ، ومن ذلك ما قاله تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران/ 133 ، 134].
ويشترط لهذا الفضل وذاك الثواب للعافي حتى يتحققا أمور

_أن يعفو عن حقِّه قاصداً الأجر والفضل من الله ، فيترك الانتصار والانتقام لله تعالى.
عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ : مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً إِلَّا زَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً) رواه أحمد ( 15 / 390 ) وحسَّنه المحققون ، وجوَّد إسناده الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2232 ) .


_أن يكون قادراً على أخذ حقه ، فلا يعفو لضعف ولا لعجز .
وهو واضح في المعنى اللغوي والشرعي للعفو ،
وقد قال البخاري في صحيحه ( 2 / 863 ) : باب الاِنْتِصَارِ مِنَ الظَّالِمِ لِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ (لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) ،
(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ – أي : النخعي - كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُسْتَذَلُّوا ، فَإِذَا قَدَرُوا عَفَوْا " انتهى .
وبهذا الأمر تتبين قوة ومهابة العافي عن المسيء من المستحقين للعفو ، فعندما تظهر قدرته على الانتصار والانتقام ويعفو عنه : يكون قد حقق لنفسه المهابة وحاز فضل وأجور العفو .


_أن يترتب على عفوه إصلاح ، ولا يترتب ضرر .
قال تعالى : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) فلا يعفو عن مجرم معروف بالشر وإيقاع الضرر بالناس ، لما يترتب على العفو عنه من إطلاق يديه في الشر والسوء ، لذا لا يشرع العفو عنه ، بل تجب عقوبته وكف يده عن الناس بما يُستطاع


::




ig hgut, ,hglshlpm Htqg H, Ho` hgpr !



 


رد مع اقتباس