عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2017, 12:12 AM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 29-03-2024 (03:16 AM)
 المشاركات : 11,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي الشجون فى النفس



الجهل هو آفة التطور، والجهل دركات؛ ولعل الهاوية هو جهل المرء بأنه جاهل فضلا عن اعتقاده أنه عالم ..
اكتشاف ذواتنا من أهم أسباب تقدمنا بعد تخلف، ورقينا بعد نكوص..
التجارة الرائجة في عالم اليوم هي دورات اكتشاف وأسرار الذات،
وأفضل الكتب مبيعا هي التي تتحدث عن السعادة، وإيقاظ القدرات التي بداخلنا..
كلما ظنّ علماء النفس أنهم بدأوا يفهمون أسرار النفس الإنسانية؛ تحطمت آمالهم أمام سبر غوارها، ومعرفة كنهها!!.
هذه هي النفس؛ تتلاطم أمواجها في عالم من المتغيرات؛ فلا تعرف لها قرارا ..والنجاح هو ركوب الموجه !
معرفة النفس ضرورية لأن من عرف نفسه عرف ربّه .
في عالم متناقض ومتغير يجب على الإنسان أن يضع مجموعة من الثوابت التي تحميه من تلك المتغيرات ومن عاديات الزمن ..
الله الذي خلق هذه الكينونة أعلم بما يصلح لها ..
لذلك كان القرآن والمتواتر من الحديث اللذان ما تركا شاردة ولا واردة إلا وكان لهما الفيصل ..
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي)
وأية نعمة أن يجد الإنسان الكتالوج الرباني لهذه النفس!
الذين يعيشون بعيدين عن المنهج الرباني، ثم يبحثون عن ذواتهم؛ لن يجدوها "ماذا وجد من فقد الله"
البعد الأخروي هو ذلك البعد الذي يحفزك على العمل والانجاز،
يجعلك تشعر أن السعادة في العطاء وليست في الأخذ، وأن الرزايا بعض العطاء، والمصيبات بعض الكرم.
المنهج الرباني يفرش لك الطريق؛ فيصيغ لك الأهداف التي توصلك إلى الضفة الأخرى،
وأية أهداف أو وسائل تتعارض مع المنهج تجعلك تقاومها باستماتة؛ لأنك تعلم أنها ستلقي بك في اليم.
المنهج يقوّم لك بوصلتك الأخلاقية؛ لأن البعد الأخروي لن تصل إليه إلا عن طريق كل الفضائل؛
فهو كالحديقة ؛ورودها الصدق والعفاف والأمانة ..
القلب هو الإنسان فكما في الحديث "إذا صلح صلح الجسد كله" والحب هو الذي يجلو القلوب،
ويحيلها إلى جنة؛ ظللالها وارفة، وأي حب أسمى من حب الله " يحبهم ويحبونه " " والذين آمنوا أشد حبا لله ".
الاشتغال بالظاهر، وترك الباطن هو آفة الآفات؛ فكل منّا يريد أن يرتدي أجمل الثياب، ويعيش في القصور،
ويقود أفخم السيارات؛ ونسي أو تغافل أن الله لا ينظر إلى صورنا وأجسادنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا..
فهم الذات يعني أن ينسجم سلوكك مع عقيدتك ومبادئك؛ ومن الملاحظ أننا كأمة نجيد التنظير،
ونقلّ العمل، وإذا عملنا كان العمل عكس مبادئنا وعقيدتنا، وكأنّ المسلم اليوم يعاني من "شوزيفرانيا" أو فصام الشخصية.

الخلو بالنفس، والتفكّر تنظيم لشحنات الذات السلبية التي تتراكم مع الزمن، فكل منا يحتاج إلى غار حراء؛ يسكب فيه العبرات، ويقيم الصلوات، ويتلو الآيات، ويناجي رب السموات،وإذا أردت أن تصقل الروح فلك في قرآن الفجر من ذلك دواء، وفي تهجد الليل شفاء .
صب الإيمان واليقين في قلبك صباً؛ فالإيمان طارد لليأس، وإذا ضاقت عليك الدنيا فاعلم أنك أنت الضيق، وافتح رئتيك للهواء وللناس، وكن جميلا ترى الوجود جميلا، واستعن بالله ولا تعجز، وعلو الهمة راس الأمر وملاكه؛ فكم فاق ذو اجتهاد أهل الذكاء، فلا ذكاء بدون اجتهاد، ولا اجتهاد إلا بالتوكل على الله، فهوالمستعان وعليه التكلان.
الذات كما الثوب الأبيض، طرّزه بالعلم ؛ فالعلم هو الجدار الذي يحميك، وهو الموصل إلى العليم سبحانه، وبالعلم نرقى ونتمايز..
لم تكن الظروف التي نعيشها هي المعيار لتحقيق الطموح؛ فكثير من حولنا بلغوا أعلى المراتب رغم أن ظروفهم أسوأ منا.
الثقة بالنفس هي المرحلة الوسط بين احتقار الذات والغرور؛ فاحرص على أن تكون واثقا بالله ثم بنفسك وبالآخرين، وتقبل ذاتك، واعرف نقاط ضعفك وتجاوزها.
واعرف قدراتك، وابن عليها؛ حتى تحولها إلى ميزة تنافسية تجعل منك إنسانا مميزا.
ليست هناك خلطة للنجاح؛ فحين وضع الأهداف، واختيار اليات التطبيق عليك أن تتأكد أن تجعل الهموم هما واحدا؛ لتدخل في قوله تعالى "أولئك هم الفائزون "

أيها الإنسان إذا فهمت سر وجودك في هذه الحياة؛ بلغت المنزل،
وتذكر أن الله يكلمك (القرآن)؛ ليفهمك (شيفرة) ذاتك وحمضك النووي،وإذا لم تفهم شيئا؛ عليك سؤاله خمس مرات في اليوم (الصلاة) التي كان يفزع إليها خير البشر صلى الله عليه وسلم من مكابدة الدنيا " ارحنا بها يا بلال " .




hga[,k tn hgkts



 


رد مع اقتباس