:


:

:


{إن فى ذلك لآيات للمتوسمين}
[الحجر: ٧٥] .
وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة،

وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم:
{الله نور السموات والأرض} [النور: ٣٥] .

وسر هذا الخبر:
( أن الجزاء من جنس العمل.)

فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه،
فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى، وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه.

فإن القلب كالمرآة،
والهوى كالصدأ فيها.

فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صورة الحقائق كما هى عليه.

وإذا صدئت لم ينطبع فيها صورة المعلومات.

فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون.
طالع في
اغاثة اللهفان)
(( ١/ ٤٨))
لابن القيم.

:





:

قال تعالى ....

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)

مابين مسافر وحاضر و نائم ومستيقظ انشغال ولهو واكل وشرب نتلفت يمينا ويسارا الكل يسعى كيف يقضي وقت فراغه وكيف يرفه عن نفسه وكيف يتمتع بايامه ...

ألا نجعل للترفيه الروحي من هذا نصيب قلوبنا تحتاج للغذاء كما تحتاجه الاجساد فلا نجعلها تموت في خضم هذه المشاغل ....
في كل يوم ربع ساعه تزيد او تقل صبر نفسك ومن حولك في مجلس ذكر تحفكم فيه الملائكه وتغشاكم فيه الرحمه وتتنزل عليكم السكينه ويذكركم الله فيمن عنده ..وتحيا به قلوبكم ....

۞ قال الله تعالى :
﴿ وَالـْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسـَانَ لـَفِي خُسْرٍ إِلَّا الـَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالـصَّبْرِ ﴾

✍🏻 قـال الحـافظ ابن رجب رحمه الله تعالىٰ :

أقسم الله تعالىٰ أن كل إنسـان خاسر، إلاّ من اتّصف بهذه الأوصـاف الأربعة : الإيمان، والـعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر على الحق،

فهذه الـسورة ميزان للأعمال، يزينُ الـمؤمن بهـا نفسه، فيبين له بهـا ربحه من خسرانه،

❍ ولـهذا قـال الـشافعي رضي الله عنه : لـو فكّر الـناس كلـهم فيهـا لـكفتهم .

▣ [ لطائف المعارف (٣٠٠/١) ]

:



:

تفسير قوله تعالى ( وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ) النجم 48:

{ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى } أي: أغنى العباد بتيسير أمر معاشهم من التجارات وأنواع المكاسب، من الحرف وغيرها، وأقنى أي: أفاد عباده من الأموال بجميع أنواعها، ما يصيرون به مقتنين لها، ومالكين لكثير من الأعيان، وهذا من نعمه على عباده أن جميع النعم منه تعالى وهذا يوجب للعباد أن يشكروه، ويعبدوه وحده لا شريك له..

(من تفسير السعدي)