اضافة رد |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-02-2018, 04:54 PM | #1 |
|
شيخُوخة مشآعر
شعور غريب أن تنظر إلى المرآة
ولكن لا ترى نفسك في نفس الصورة التي تظهر بالمرآة فرغم أن السواد يغطي شعرك وأن العمر لم يتقدم بك ، ولكنك تشعر وكأنك شيخاً تجاوز الثمانين الشيب يكسو رأسك ، و التجاعيد تغزو ملامحك ، والكهولة تنهك شبابك ، والهرم يحكم قبضته عليك . بهت بريق الحياة في روحك ، وجفت منابع الأمل في أعماقك ، واجتثت جذور الابتسامة من داخلك حالة تجعلك تكذب صورتك في المرآة ، رغم يقينك بصدقها ، تشعر وكأنك كبرت فجأة ودون حساب للزمن ولا اعترآف بعجلة الأيام . شعور غريب أن ترى نفسك كبرت فجأة فلم تعد روحك تأنس بالحديث مع من حولك ، ولا تلهو بالسمر معهم ، ولا تستمتع بمرفقتهم . تفضل الصمت على أحاديث لا تأنس معها النفس، ولا يسمو بها الفكر ،ولا تحترم فيها الذات ولا تفك القيود عن مشاعرك . فاخترت الوحدة على جلسة بلا متعة ، و مناقشة بلا فائدة ، وحوار بلا هدف ، ولقاء بلا لهفة . هو شعور دائما يخالج النفس بعد أن تتجاوز عمراً من الزمن ، وتقطع شوطاً طويلاً في رحلة الحياة ، قد يكون زهير أجدى التعبير عن هذه المرحلة الصعبة من العمر عندما قال : سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشُ *** ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ ولا غرابة أن يعبر زهير عن حالة السآم هذه بعد أن جاوز الثمانين ، واختلفت عليه الأجيال ، مما جعله غير قادر على التوافق مع من حوله , فوجد نفسه وحيداً في مجتمع يألف ما لم يعتاد عليه ، وينكر عليه ما تعود . هنا تسأل نفسك لما تفتك بك الغربة ، وحولك الأصدقاء ؟ ولما تمزقك سياط الصمت وسط الضجيج ؟ ولما تلازمك الوحدة في عالم أتقن كل وسائل التواصل ؟ أسئلة كثيرة تتدافع داخل عقلك عندما تجد نفسك في مجتمع ينكر عليك ما لم تعتاد ، ويألف ما تنكر ، فيبتسم وقت العبوس ، ويرقص عند الألم ، يتألم من غير وجع ، ويصفق من غير نجاح . يستمتع بالسفاسف ، ويبتهج بالتوافه ،يهتم بالغث ، يجمع المهمل ، ويهمل المهم ،يأخذ الساقط ، ويسقط القيم . فتجد عقلك لا يستجيب لهم ، ونفسك تائهة معهم ، وكلماتك شاردة بينهم ، تصرخ فلا تسمع إلا صدى صوتك ، وتبكي فلا تجد إلا وسادتك ، وتمرض فلا تسمع إلا أنين جسدك . شيخُوخة مشآعر (شيخوخة المشاعر) يعاني منها العقلاء في عالم يضج بالجنون ، والمثقفين في مجتمع لا يعتد بالثقافة ، والكُتاب في زمن رخص فيه الكتاب ، والعلماء في وقت لا أهمية فيه للعلم . ( شيخوخة المشاعر ) وهم يصيب ذوي المبادئ الراسخة ، ومرض لأهل القيم النبيلة ، وسكين في قلب أصحاب الضمائر الحية . شيخُوخة مشآعر ثمة ضوء أحرقـي في غُربتي سفـني إلاَ نّـني أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني * وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ إلا أنني* أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
adoE,om laNuv |
|
اضافة رد |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مشآعر, شيخُوخة |
|
|