عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2018, 02:27 PM   #1
الغارس
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2180
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 01-02-2024 (03:21 PM)
 المشاركات : 6,884 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي سؤال الصحابة عن الأنفال





سؤال الصحابة عن الأنفال


لقد كان مغزى سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن الأنفال هو تلك العلاقة بين كثرة الغنائم وحسن البلاء والأداء في المعركة؛ فمن كانت غنائمه أكثر كان ذلك دليلًا على حسن بلائه وأدائه في المعركة، لهذا كان السؤال، وكان الاختلاف في وجهات النظر؛ فكل فريق من المقاتلين كان يأمل أن تكون الأنفال من نصيبه أو ينال فيها النصيب الأكبر.

ولقد كان المقاتلون في "بدر" ثلاث مجموعات؛ المجموعة الأولى انطلقت في أثر العدو، يهزمون ويقتلون، والمجموعة الثانية أحدقت برسول الله صلى الله عليه وسلم تحميه، والمجموعة الثالثة اشتغلت بجمع الغنائم والإمساك بالأسرى، وكانوا قد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل المعركة يقول: (من قتل قتيلًا فله سلبه، ومن أتى بأسير فله كذا وكذا) [1].

وانتهت المعركة وانتصر المسلمون وغنموا أموال قريش وأمسكوا بالأسرى، فظنت كل مجموعة أنها الأحق بالغنائم أو بالنصيب الأكبر منها نظرًا لحسن أدائها وبلاءها في المعركة ولأهمية دورها فيها؛ فالمجموعة التي قاتلت واشتبكت مع مقاتلي قريش حسبت أنها هي التي جلبت النصر، والمجموعة الثانية تصورت أنها هي التي قامت بالمهمة الكبرى وهي حماية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذا المجموعة الثالثة التي أمسكت بالأسرى، وحازت الغنائم ظنت كما ظن غيرها، ومن هنا كان الخلاف في وجهات النظر، ومحاولة كل مجموعة إثبات حسن أدائها وبلائها وفضلها، ولأن النصر كان من عند الله عز وجل، والفضل إليه سبحانه جاء هذا الجواب مصححًا لوجهات النظر وواضعًا الأمور في مكانها الصحيح ﴿ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ أي: دعوا الأنفال الآن ولا تنشغلوا بها، ودعوا الخلاف حولها، وعليكم بما هو أسمى وأهم، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾، أي اتقوا الله ولا تختلفوا ولا تحرصوا على الغنائم فلستم الذين جلبتم النصر، واعلموا أن الخلاف حول الغنائم يفسد ما بينكم من أخوة ومحبة، فاحرصوا على إصلاح ذات بينكم.. وافعلوا ذلك طاعة لله ولرسوله إن كنتم مؤمنين وأنتم كذلك!

إن الدرس المستفاد من ذلك هو التأكيد على الرابطة الإيمانية وإصلاح ذات البين، والحذر من الخلاف، وتقوى الله عز وجل والطاعة، والرضى بحكم الله عز وجل؛ فعلى الداعي والمجاهد في سبيل الله ألا ينتظر جزاء دعوته وجهاده في الدنيا، وأن تكون دعوته وجهاده لإعلاء كلمة الله لا من أجل الدنيا أو الغنائم والأموال.

[1] انظر فتح الباري، ج6، ص 188، باب (من لم يخمس الإسلام ومن قتل قتيلاً فله سلبه) وتفسير ابن كثير، ج2، ص284.






schg hgwphfm uk hgHkthg hgwphfm



 


رد مع اقتباس