أنا أصرخ وأنادي :
أين بنات خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن ؟
أين الصالحات ؟ أين القانتات ؟ أين الفاضلات ؟ أين ربات الخدور وذوات المناهج والمبادئ القويمة ؟ ...
أين الصادقات ؟
اللاتي يرين أن تقطع ألسنتهن أحق عندهن من أن يكذبن , أو يتملقن , أو يناقضن , أو يغتبن ...
أين اللاتي اذا وعدن صدقن , واذا عاهدن وفين ؟ ...
أين أهل العفو عند المقدرة ؟ أين أهل العدل والانصاف ؟
أين اللاتي حلمهن مثل الجبال الراسيات ؟ ...
أين اللاتي يعرفن الولاء والبراء فلا يألفن ولا يجالسن الا أهل الصلاح ويبتعدن كل البعد عن أهل المعاصي وأماكنهن ؟ ...
أين من ينتصر لخديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن , ويدافعن بدمائهن وأقوالهن و أخلاقهن وسلوكهن عند أمهات المؤمنين ؟ ...
أين المرأة الدينة ؟
أين المرأة المسلمة المهذبة التي لاتتلبس في سرها ولا في علانيتها ؟
أين التي لاتعمل عملا الا يرفعها عند الله درجة ؟ أين التي لاتقول قولا غير مفيد لسماعه ؟
أين التي لا يطيب لها مجلس الا ان يكون فيه ذكر من كتاب الله أو سنة نبيه محمد ﷺ
ولا يطيب لها ليل الا وقد قامت وتضرعت وبكيت وتذللت بين يدي المولى عز وجل ...
أين التي درست حياة نبيها محمد ﷺ وتخلقت بأخلاق أمهات المؤمنين ؟
فكأنها في بيوتهن درجت , وعلى أخلقهن تربت , وبين حنايا أضلعهن تقلبت ..
فنجدها وسط هذه الفتن والابتلاءات , وبين ثنايا هذه الغربة تقوم وتنتفض , بل وتصرخ وتقول : اليكم عني ...