29-03-2017, 10:22 PM
|
#1
|
~¦ رغد مميز ¦~
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1904
|
تاريخ التسجيل : Sep 2016
|
أخر زيارة : 15-10-2022 (07:12 PM)
|
المشاركات :
986 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
في صلاة فجر أحد الأيام كنت أستمع لإمامنا وهو يقرأ بنا في الركعة الأولى من سورة
الطلاق حتى بلغ ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ [ الطلاق : 1 ] ؛
حينها وجدت خيالي يسبح في ظِلال هذه الآية ..
يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا ،
ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؟
حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو
نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة " منحة ربانية وعطية إلهية ".
جولة في ظِلال هذه الآية :
نعم ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ .
- تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ؛ نقول
لها ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ لعل بعد الفراق سعادة وهناء ، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ،
ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال .
- ذلك الزوج الذي عانى من زوجته ، وصبر عليها ، ولكنها لم تبال بحقوقه ، وطالما نست أو تناست
حسناته ، حتى كان الطلاق هو الخيار له ، نهمس له ونقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ نعم فلعل الله يمنحك
زوجة أخرى تحسن التعامل معك ، وتساعدك على تحقيق أهدافك وتجعلك تشعر بأنك رجل لك مكانتك واحترامك .
- تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛
فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام ،
فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود .
- هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب وأولياء ، والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم ، ولكن
ومع ذلك نقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛
فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم " حلاوة الأنس به و لذة الإنقطاع إليه " ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا ،
وهذا ابن تيمية الذي نزل السجون يصرح بأنه وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملء مكانه ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك .
- في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكل واحد
منهم نقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛
فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن ،
ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده !
- في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لِراعي تلك
الأسرة ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛
فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام
القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى .
والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس الذين يحتاجون إلى التذكير بهذه
الآية العظيمة ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ .
ونصوص القرآن تضمنت ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾ [ الشرح : 6 ]
و ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ﴾ [ الطلاق : 7 ] .
فـ
الله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار ، والنظر للحياة من زاوية الأمل ،
والإعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق .
ومضة ؛
لا يقلق من كان له أب ؛ فكيف بمن كان له رب ..!
الشيخ سلطان العمري حفظه الله
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة دعاء 27 ; 30-03-2017 الساعة 12:34 AM
|