عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-2020, 07:02 PM   #527
مداد اليراع



الصورة الرمزية مداد اليراع
مداد اليراع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 29-04-2024 (06:15 AM)
 المشاركات : 30,413 [ + ]
 التقييم :  1468201270
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رسائل الجُمعة [ في الله نلتقي وللجنان نرتقي ]



ليلة: الجمعة 20 /6/ 1441 هجري

اللهم صلّ وسلم وبارك على سيّدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ومن أتبع هداه ليوم الدين


من اداب يوم الجمعة


1- الأدب الأوّل: تعظيم هذا اليوم.

ولله عزّ وجلّ خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، ففضّل شهر رمضان على سائر الشّهور، وفضّل ليلة القدر على سائر اللّيالي، وعشيّةَ عرفة على سائر العشيّ، وفضّل يوم الجمعة على سائر الأيّام.

فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أَنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا )) زاد الترمذي: (( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ )).

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقولُ: (( نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمْ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ: الْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ )).

نحن الآخرون: أي في الزّمان، والوجود، وإعطاء الكتاب.

السّابقون: أي في الفضل، ودخول الجنّة يوم القيامة.

فقد شرع الله لليهود والنّصارى يوما من أيّام الأسبوع يتفرّغون فيه للعبادة والذّكر، فضلّوا حين فضّل اليهود يوم السّبت، والنّصارى يومَ الأحد، وهدى الله تعالى المسلمين ليوم الجمعة؛ فحُقّ لكلّ مسلم أن يحتفل بهذا اليوم لأنّه عيدهم.

ففي معجم الطّبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللهُ لَكُمْ عِيداً )).

وكان الأحرى بنا أن نقود المغضوب عليهم والضّالّين إلى الخير الّذي نحن عليه، فإذا بنا صرنا نخشى أن نضلّ عنه نحن كذلك !

فما موقف المسلمين اليوم تجاه هذا العيد ؟

أماتوه فأقبروه في مقابر الغفلة والجهل والنّسيان، فجعلوه يوماً تُغلَق فيه جميع مرافق المسلمين طوال اليوم ! وتُلبَس فيه أقبح الملابس !

فترى بعضَهم يذهب خلال الأسبوع إلى مكان عمله، أو دراسته، بأحسن ما لديه من لباس لمقابلة مديره وزملائه، فإذا بك تراه يوم الجمعة، في عيد المسلمين، ليقابل ربّه .. وعُبَّادَ ربّه .. يأتي بلباس النّوم أو الرّياضة ! وكأنّ هذا اليوم لا يستحقّ تعظيما ولا تفخيما.

وقد نجح أعداء الله فعلا في محو هذا التّعظيم من قلوب المسلمين، حتّى إنّك تسمع بعضهم يصرّح بصراحة غاية في الوقاحة بأنّ يوم الجمعة هو أثقل يوم عليه من أيّام الأسبوع !

وبهذا تنقلب الحقائق، وتنمحي المبادئ، فيصبح الحقّ باطلا والباطل حقّا. فتُرك هذا اليوم العظيم، وعُظّمت أيّام ما أنزل الله في فضلها من سلطان، ولا دليل أو برهان، فهذا يحتفل بعيد المولد النبويّ، وذاك يحتفل بمولد المسيح، وهذا يُعظّم الأعياد الوطنيّة والقوميّة، ولم يبق إلاّ أن نحتفل بعيد بوذا وماركس وغيرهم .. إلى أن نحتفل بجميع الأيّام، إلاّ يومَ عيد المسلمين الّذي فضّله ربّ العالمين.

هذا هو الأدب الأوّل.

(منقول)
[/color]



 
 توقيع : مداد اليراع


رد مع اقتباس