عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 07:55 PM   #18
dody bland



الصورة الرمزية dody bland
dody bland غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-05-2022 (04:05 AM)
 المشاركات : 820 [ + ]
 التقييم :  1570750
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
انتظر حلول المساء حتى تعلم كم كان نهارك عظيما
لوني المفضل : Black
افتراضي



الغريب هو الهدوء الذي كان يلف المنزل ..
فقد كان أبا سعيد يتوقع أن يسمع صرخات أو ضحكات كالتي سمعها وقت القراءة ..
ولكن لااثر لكل ذلك ..
بدأ القلق يتسلل الى نفس أبا سعيد ..
فبدأ ينادي ياشيخ سلمان ...
ياشيخ سلمان ..
لم يجيبه أحد ..
كرر النداء ..
ولكن مامن مجيب ..
أتجه أبا سعيد الى باب الغرفة ليستطلع الخبر ...
ولكن ...
كانت هناك مفاجأة تنتظره ...
فباب الغرفة كان مغلقا من الخارج ...
والشيخ سلمان تعمد حبس ابا سعيد ...
ولكن ..
لماذا ؟؟؟









########################







بدأ القلق يدب في كل أنحاء جسمي ...
لقد أصبحت عليقا في هذا المكان ..
سيارتي بلا وقود ...
وفي هذا المكان الموحش ..
ماذا سأفعل الان ؟؟
كررت النظر الى ذلك المنزل المهجور ..
كان كما هو ...
مخيفا ..
كئيبا ...
والغريب أن صوت الانين الذي سمعته سابقا لازال يتكرر بصوت خافت ..
ولم أكن أعلم مصدره ..
كان وكأنه ينتشر في الفضاء ..
تراجعت وقررت العودة الى المقبرة ..
نعم ..
فيبد أن هناك مفتاح كل الاسرار ...
يجب ان أبحث عن ذلك الكتاب مهما كلف الثمن ..
وسأعيد كل شي ألى البداية ..
أنطلقت أركض ..
فقد كانت سيارتي وقتها قد فرغت تماما من الوقود ..
لذلك سأقطع كل تلك المسافة أجري ..
لايهم سأجري ...
وأنطلقت بسرعة لم أتذكر أنني عدوت بمثلها من قبل ..
كان الخوف هو الوقود الاول لي ..

واصلت تقدمي حتى بدت تظهر لي تلك المقبرة ..
كانت كما هي ساكنة ..
وكان ذلك البئر يتوسطها كأم تحتضن طفل رضيع ..
وكأن بينهما تناسق غريب وعجيب ..
وصلت الى المقبرة تماما ..
توقفت لحظة ..
لااعلم لماذا توقفت ؟؟
هل كنت أريد ألتقاط أنفاسي ؟؟
أم أن حالة التردد بدأت تعود من جديد ...؟؟
ويبدو أن فكرة تعطل سيارتي وصعوبة الخروج من هذا المكان ..
أضافة الى امنيتي بالعثور على صديقي ناصر ووالده تدفعاني دفعا الى تلك القبور ..
سرت بين تلك القبور كالضائع ..
مئات من القبور ...
كيف لي أن أبحث بداخلها ؟؟
بدأ الامر يزداد حيرة ..
جلست على الارض ..
وبدأت أقلب بيدي التراب حول بعض القبور علي أجد مايمكنني الاستدلال به ..
علامة ..
لأشلرة ..
قطعة ..
أي شي يمكن أن يساعدني ..
بدأ التعب يعتليني ...
ولازلت أواصل بحثي ..
حتى وجدت نفسي أنساق الى ذلك البئر ...
نظرت فيه ..
كانت المياه راكدة ..
وتصدر منها رائحة كريهة ...
لم يكن هناك أي شي واضح حول هذا البئر ..

أحسست بالتعب ..
فألقيت بجسمي على الارض ...
كنت أعيد شريط بداية الاحداث ..
وكيف بدأت تلك الامور ..
هاتف غامض ..
وشخص سرقه ..
ثم أختفاء صديقي ..
ليأتي بعدها أختفاء والده ..
وأمور قديمة يجمع الكل على أنها قبل 14 سنة مضت ..
كيف لي أن .....
نعم ...
صحيح ...
كيف نسيت تلك الرسالة ...
رسالة اللص علي ..
كانت تقول : " المقبرة 14 "
أنا الان في المقبرة كما طلب ...
ولكن ماذا يقصد بـ 14 ؟؟؟
كررت النظر الى المقبرة ..
لم أجد مايمكن أن يسوقني الى الرقم 14 ..
كان أحساس شديد يقول لي أن الرقم 14 موجود حولي ..
أعدت النظر الى البئر ..
هو كذلك لم يكن يرشدني لشي ...
أحسست بالضياع ..
تقدمت قليلا ..
فخطرت لي فكرة ...
سأبدأ بعد القبور ..
لماذا لااختار العد من احدى الجهات ..؟؟
فربما توصلت لحل ..
ولكن ..
أن المقبرة ذات شكل دائري ..
مما يصعب عليك اختيار جهة كبداية للعد ..
عادت الأمور تتعقد من جديد ..

ثم خطرت لي الفكرة ...
البئر هو الحل ...
صعدت على حافته ..
وبدأت أراقب المكان ..
فربما أرتفاع هذا المكان قد يكشف لي جديد ..
وبدأت أرى هناك في طرف المقبرة صخرة كبيرة ..
غريبة ..
كيف لم أشاهدها من قبل ؟؟
نزلت بسرعة ...
وبدأت أتنقل بين القبور بمرونة حتى وصلت اليها ..
كانت تحتل ركنا واضحا من المقبرة ..
والاغرب أن القبور التي تبدأ من أسفلها كانت تصطف بشكل غريب ..
وكأنها قطار متتالي ..
وكانت تختلف عن القبور الاخرى لمن ينظر اليها من هذه الجهة فقط ..
ووضح وكأنها صنعت لهدف ما ...
تركت التفكير في كل الاجابات ..
وقررت عد هذه القبور المتتالية تباعا ..
وبدأت العد ...
1
2
3
.....
حتى وصلت الى الرقم 14
كان قبرا عاديا كسابقيه ..
تأملته بعناية ..
كانت عليه نقوش غير واضحة ..
وكانت مكتوبة على رأس القبر بشكل غامض وقديم جدا ..
بدأت أحاول جاهدا بيدي أن أنظف تلك النقوش حتى أستطيع فهمها ..
كنت أفرك بشدة على حافة القبر ..
ثم ...
أحسست بشي غريب ...
شي أشبه بالزلزال ..
كانت الارض تتحرك من تحتي ...
وكأن الارض ستنهار ..
أبتعدت بسرعة ..
وبدأ ينهار الجزء العلوي كليا لذلك القبر ..
سقط الى الاسفل تاركا سحابة صغيرة من الأتربة تتطاير ..
بقيت متجمدا لحظات ..
حتى أنقشعت تلك الضبابة الترابية ..
وعاد الهدوء الى المكان ..
ثم تقدمت بهدوء ..
كنت أرى ذلك القبر بوضوح ..
سطحه العلوي لم يعد موجودا ..
تقدمت أكثر ...
حتى وصلت حافة القبر ...
وكانت تنتظرني مفاجأة قلبت الموازين تماما ..
مفاجأة كشفت لي سر تلك الرسالة الغامضة ..
فذلك القبر ...
لم يكن قبرا عاديا ...
بل كان يحتوي على سلم ..
نعم ..
سلم خشبي قديم يقود الى أسفل ..
وكان واضحا أنه بات لزاما علي أن أنزل ..
وبدأ واضحا أنني أسير في الطريق الصحيح ..
نعم الطريق الذي أجهل نهايته ..
والذي يريد مني مرسل الرسالة أن أخوضه ..
ومع كل هذا ...
بدأت في النزول ...
النزول الى الجحيم ...
والى الضياع ...
والى المجهول ..














كانت سيارة الشرطة تقطع ذلك الطريق بتباطئ ...
وكان قائدها قلقا بعكس زميله الذي كان يغوص في تفكير عميق ..
كان كمن يخشى شيء ..
أو بالأصح فوات شي ..
قاطع هذا الصمت السائق وهو يخاطب زميله :
أتمنى أن أعرف مالذي يجعلنا نطارد هذا الشاب من الطريق السريع الى العاصمة ثم ألى هنا ؟
كان زميله صامتا وغير مبال بتساؤله ..
فواصل السائق قائلا :
هل تعتقد أنه ساحر ؟
هذه الاماكن موحشة ومرعبة ؟
ماذا سيفعل فيها ..؟
ثم أنك تقول أن سيارته غير مسجلة ..

لم يكن يحصل ذلك السائق على اجابات ..
فصرخ بشدة : لماذا لاترد على أسئلتي ..؟؟
كان زميله مايزال صامتا ويفكر بشرود ..
وفجأة توقف السائق بالسيارة وصرخ في زميله :
لماذا تتجاهلني هل تريد أرعابي ؟؟
هل لأن رتبتك أعلى مني ستجعلني كالخادم معك ؟؟
لن نواصل مطاردة ذلك الشاب وسأعود بالسيارة الان الى ....
لم يكد ينهي جملته الاخيرة حتى تفاجأ بزميله يخرج مسدسه ويطلق عليه النار ..
نعم ..
أطلق رصاصتين أستقرت في رأس السائق المسكين ..

لم يكن منظر سائق سيارة الشرطة وهو غارق في دمائه قد هز أي شي بداخل زميله ..
بل ترجل من مقعده ..
وأزاح جثة ذلك المسكين عن مقعد السائق ..
ثم قذف به في الطريق ...
وأعتلى مقود السيارة ..
وهو يقول : هكذا أصبحت أنعم بالهدوء .. ياله من ثرثار أبله ..
وأنطلق ..
أنطلق قاصدا تلك المزرعة المهجورة ..
تماما حيث كانت سيارة عبدالرحمن تقف ..
وحتما كان يريد شيئا ما ...
شيئا غامضا ..








###################










كان ذلك السلم يبدو بلا نهاية ..
أو هكذا الظلام جعلني أشعر ..
بدأت بالنظر أسفل ..
وبدا لي نقطة ضوء صغيرة ..
مما يعني وجود شيئا ما هناك ...
واصلت نزولي بسرعة ..
كان الفضول بدأ يقتلني ..
نزلت بسرعة أكبر ...
وبدأ ذلك الضوء يتضح أكثر ..
وصلت الى الارض ..
ووجدت شي غريب ..
كان هناك نفق ..
بدأ أنه سيوصلني الى مكان ما ..
وكان ذلك النفق مضاء بشئ غريب ..
شيء بدا لي كألسنة لهب ..
السنة متعلقة في الهواء ..
تماما كتلك التي كانت تشتعل في الاشجار وتختفي ..
تجاهلت غرابة هذا الشي ..
وواصلت طريقي بسرعة ..
كنت اعدو بسرعة ..
وبدأت أحس بطول ذلك الممر ..

أكثر ماكان يدفعني للمواصلة ..
هو أمنيات بنهاية لهذه الاحداث ...
كم أتمنى أن أعود لحياتي الطبيعية ..
اللعنة على ذلك الكتاب ..
متى ينتهي كل هذا ؟؟
متى ستقر عيني بنوم هادئ ونهاية لكل هذا الخوف والتعب ؟؟
أنتزعني من تساؤلاتي هذه مشاهدتي لسلم اخر أمامي ..
كان شبيها تماما بذلك السلم السابق ..
ووجوده هنا يعني وجوب الصعود لأعلى ..
لم أتردد لحظة في الصعود ..
واصلت صعودي حتى وصلت الى قمته ..
كانت نهاية القمة كباب يلزمني دفعه ..
دفعته بحذر وهدوء ..
لاح لي من خلاله وكأني وصلت الى غرفة ما ..
غرفة بدت أضاءتها ضعيفة جدا ..
رفعت جسدي وصعدت الى تلك الغرفة ..
لاحظت أنها كانت خالية ..
وبدأ لي صوت أنين عالي ...
كان مصدره الغرفة المجاورة ...
توقفت بحذر قليلا ..
ثم أقتربت من أحدى النوافذ وحاولت أستشفاف مابالخارج ..
وكانت صدمة مذهلة ...
نعم مارأيته خارجا كان مذهل بحق ...
لقد رأيت طرفا من سيارتي التي تقف أمام باب المزرعة تماما ..
وهذا لايعني سوى شي واحد ..
نعم ...
أنا الان في تلك المزرعة المهجورة ..
وتحديدا ..
في داخل ذلك البيت القديم ..
البيت الغامض الذي فقدت والد ناصر بجانبه ..
بدأ الرعب يأخذني أكثر فأكثر ..
وبدأ ذلك الصوت يزعجني ..
صوت الأنين ..
أخذت في الاقتراب من تلك الغرفة الجانبية بحذر ...
أقتربت أكثر ...
ثم وقفت أمام بابها ...
ورأيت منظرا كان غاية في البشاعة ..
منظر جعل قشعريرة باردة تسري في جسدي ..
فأمامي كان يستقر جسد أنسان ..
جسد لرجل كبير في السن ..
ولكنه مقطوع الايدي والارجل ..
وذا جسد نحيل ...

كان يبتسم لي ..
وكأنه يتوقع مجيئي ..
وينتظرني ..
والاغرب بجانبه تماما ..
كانت هناك منضدة صغيرة ..
وموضوع عليها كتاب قديم ..
وكان يتوسط ذلك الكتاب ..
سكين ..
سكين كبيرة كانت تخترق كل صفحاته ..














حاول أبا سعيد جاهدا أن يفتح ذلك الباب ..
لكنه كان موصدا بأحكام ..
تساءل ابا سعيد عن السر في حبسه ؟؟
ولماذا يمكن أن يفعل الشيخ سلمان مثل هذه الفعلة ؟؟
كانت الشكوك تحاصره ..
والأسئلة تزداد بداخله ..
قرر أن لايقف حائرا ..
فهو يدرك أن هناك شي غير طبيعي يحدث هنا ..

بدأ بالدوران حول نفسه ..
كان يتفحص تلك الغرفة جيدا ..
لاحظ وجود فتحة للتهوية ..
وكانت تبدو سهلة النزع ..
كسر الحاجز الخشبي الذي يفصلها عن الممر الداخلي ..
وقفز قفزة كانت أصغر من عمره بكثير ..
قفزة لم يكن ليفعلها في الظروف العادية ..
ولكنها أقوى غريزة يمتلكها الكائن الحي ..
أنها غريزة الرغبة بالبقاء ..

نزل أبا سعيد من الناحية الاخرى ..
كان قد وصل الى ممر الصالة ..
قصد مسرعا أحدى الغرف ..
وفجأة ..
أصابه الذهول حين وصل الى باب تلك الحجرة..
ماشاهده كان مخيفا ...
كان يرى الشيخ سلمان ملقى على الارض وبجانبه تماما زوجته ..
ولم يكن هناك أثر لأم ناصر ...
وكأن الارض أبتلعتها ..

وبدا واضحا أن الشيخ سلمان وزوجته ليسا بوعيهما ...
وحتما هناك من أفقدهما الوعي لهدف ما ..
أسرع ابا سعيد الى الغرفة الجانبية وشاهد شيئا غريبا ..
شيئا جعل شعر رأسه يقف ..
شاهد أم ناصر ملقاه تتوسط الغرفة تماما ..
ولكنها ..
كانت بلا رأس ..
بل كان الجسد فقط موجودا

تعجب ابا سعيد قليلا ثم قال : توكل على الله أذن ..
أنصرف الشيخ تاركا ابا سعيد في تلك الغرفة وأغلق الباب بهدوء خلفه ...
ظل ابا سعيد قرابة الـ 20 دقيقة ينتظر ..

...............



 


رد مع اقتباس