عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2011, 10:41 AM   #26
dody bland



الصورة الرمزية dody bland
dody bland غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-05-2022 (04:05 AM)
 المشاركات : 820 [ + ]
 التقييم :  1570750
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
انتظر حلول المساء حتى تعلم كم كان نهارك عظيما
لوني المفضل : Black
افتراضي



دخل في ذلك الوقت شرطي اخر ...
سلم رسالة ما الى كبير الضباط ..
فتحها ذلك الكبير ثم قال موجها حديثه للضباط والاطباء :
الغريب أنهم الان وجدوا سيارة تخصه ..
ولكن !!
يقولون أنهم وجدوها في قرابة أحدى مقابر المدن الشمالية !!
والاغرب أنهم عثروا على زجاجها الجانبي محطم ..
وعلى المقعد الجانبي كانت هناك يد مقطوعة فعلا كما أدعى ..
ولكن المدهش انها لم تكن يد أنسان كما قال الشاب ..
بل كانت ..
يد حيوان ..
وتحديدا ..
يد كلب !!










####################










قرر الأطباء أن حالتي صعبة وتحتاج الى علاج مكثف ..
والان هاهم ينقلونني في عربة الاسعاف الى مستشفى الامراض النفسية بالعاصمة ..
فهناك سيتم أيداعي حتى تتحسن حالتي ..
من يعلم ؟؟

قد أكون عاقلا بين مجانين رفضوا تصديقي ..
وقد أكون مجنونا يحتاج فعلا الى علاج ..

هذه التجربة ستظل محفورة بعقلي وذاكرتي ماحييت ..
أقسم أن ماعشته حقيقي ..
مارأيته حقيقي ..
ولايهمني أن يصدقني أحد ..
دعوني أبقى في هذا المستشفى ..
دعوني فربما كان عقلي بحاجة الى راحة طويلة جدا ..
لقد تحمل هذا العقل مالايطيقه انسان ..

دعوه يرتاح حتى ولو كان الثمن أتهامي بالجنون ..
لايهم ..
لقد مرت علي ليلة من اصعب ماعاشه الانسان ..
ثم أغمضت عيني ..
ورحت في نوم عميق ..
ولكن ..
لم أكد أنعم بتلك الغفوة ألا بصوت باب سيارة الاسعاف يفتح ..

كنت ماأزال مقيدا كمتهم ..
وكانوا يسوقونني كمجرم ..
ياالله ..
هربت اليهم طالبا النجدة عاقلا ..
فأخرجوني من مركزهم مريضا ومختلا ..

كانوا يقولون أن المستشفى يتخذ أجراءات أحتراسية لاستقبال حالتي الحرجة ..
وصلنا لبوابة المستشفى ..
فتح بعض الممرضون باب الاسعاف ..
ثم بدأوا يقودونني الى حجرة خاصة ..
حجرة كنت أرى تلك اللوحة الكئيبة التي تعلو بابها وقد كتب عليها ..
" عنبر الحالات الخطرة " ..

وصلنا ..
فتح الممرض الباب الاول ..
ثم سرنا بعض الامتار وعاد ليفتح بابا ثانيا ..
واصلنا السير حتى بدا لنا باب كبير ..
كانت تبدو خلفه حجرة معزولة وكئيبة ومظلمة ..
كنت أتساءل قبل أن ندخل ..
ماذا لو مات شخصا هنا ..؟؟
ومع كل هذه الابواب والمسافات ..
هل سيكون هناك من يسمعه ؟؟

أبتسمت وتذكرت ..
من سيهمه موت مثل هؤلاء الشريحة من المجتمع ..؟؟
أنهم مجانين وميتين بعيون الاصحاء ..
ولااحد يعلم بمعاناتهم ..

أوصلني الممرض وزميله الى فراشي الابيض والذي كنت أميزه بصعوبة بالغة بسبب ضعف الاضاءة في تلك الحجرة ..
أستلقيت بجسدي الهالك وأنا أرجو الراحة ..
حتى لو كانت هنا بين هؤلاء المجانين ..
لايهم ..
فمعاناتي الكبيرة تلك أهلكت جسدي تماما ..
وأتمنى لو أستطعت النوم لعشر سنين قادمة ..

كان يشاركني الغرفة 3 نزلاء ..
هؤلاء هم رفقتي ..
بدأت أتساءل وانا أنظر أليهم ..
ياترى هل بينهم عقلاء أتهمهوهم بالجنون ؟؟
وهل فيهم من مر بتجربة ما فرفض المجتمع تصديقه ؟؟
أبتسمت من جديد سخرية بهذا المجتمع ..


كنت أهم بالاستلقاء والنوم ..
النوم بعمق ..
ولكن !!
أنتبتهت لحركة أحد هؤلاء المجانين الذين يرافقونني ..
حركة توضح أنه بدأ يحاول الوقوف على قدميه ..
ثم تبعه المريض الثاني ..
وأصطف ورائهم الثالث ..

وبدأو يمشون ببطء ..
قاصدين الاقتراب مني ..
حتى وصلوا بمحاذاة سريري ..
وكأنهم كانوا بأنتظاري ..
وبأنتظار لحظة دخولي ومغادرة الممرضون ..

بدت لي وجوههم وهي تعلو محياهم أبتسامة واحدة ..
أٌقتربوا أكثر ..
أضأت المصباح الذي كان يعلو سريري ..
ثم ...
أصابتني صدمة لاحدود لها ..
كانت الوجوه الثلاثة معروفة جدا بالنسبة لي ..
أقسم أنها كذلك ..
فهؤلاء المرضى الثلاثة لم يكونوا سوى ..

ناصر ..
ووالده ...
واللص علي ..
سائق الاسعاف ..
وسارق الاموات !!


أنتهت



 


رد مع اقتباس