الموضوع: الوحوش البشرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-2018, 03:37 PM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 26-04-2024 (03:20 PM)
 المشاركات : 12,106 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي الوحوش البشرية



لعل القصص التي تقع في المجتمع اكبر شاهد على وجود نسبة من المجرمين الظالمين
الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة .

ومن هذه القصص المؤلمة هذه القصة المؤثرة التي تُدمي القلب وتبكي العين التي رواها صديق لصاحب القصة.

ففي يوم من الايام قام احدُ المجرمين الذين تهاونوا بالصلاة وهجروا القرآن والمساجد ، واتبعوا الشهوات ، الذين انتزعت الرحمة من قلوبهم انتزاعاً بارتكاب جريمةٍ شنعاء .. في
حقِ ربه الذي خلقه وشق بصره وسمعه وصوره والذي يعلم خائنة الأعين وماتُخفي الصدور ...
في حين غفلة وغياب الضمير .

أجرم في حق بريئة مسكونة ضعيفة .. وأجرم في حق الخلقِ جميعا، جريمة لو مُزجتْ بماء البحر لمزجنهْ، جريمة تُبكي الحجارة الجامدة ..

يتمنى المرء لو انّ الأرضَ خسفتْ به وما سمع بهذه الجريمة النكراء .. وربما يقول الانسان من هول الجريمة ومن شدة وقعها على نفسه يقول بينه وبين نفسه ويُردد : قول الله تعالى على لسان مريم : { فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}

يا إلهي .. يا خالقي .. ايوجدُ بشر بهذه القلوب القاسية ؟..
التي لا رحمة فيها ولا شفقة .. ولا إنسانية ولا إحساس !!!

كانت فتاة بريئة لم يتجاوز عمرها سبع سنوات تمرحُ وتلهو أمام بيت اهلها ..
تعيش الطفولة كما يعيشهُا غيرها من الاطفال الابرياء ، وفي عينيها نظرة مجهولة للحياة ، لا تدرك
للحياة حقيقة .. ولا للدنيا غاية .. فقلبُها مملوءُ بالطهارة والمحبة .. ونفسها منبع للصفاء والنقاء ..،
وتظنًُ أن الناس كلهم مثلها .

بينما هي في غاية لهوها أمام منزل أهلها إذا بذئب من الذئاب البشرية ينظر إليها نظرةً من نظرات الشر ..

شاب يبلغُ من العمر الثلاثين سنة، شابُ هجر المساجدَ وابتعد عن طاعةِ ربة، لا يعرفُ ذكر الله ..
بعيدُ من الله قريبُ من الشيطان ..

أطلق ذلكـ الشاب نظراته لتلكـ الفتاة البريئة الضعيفة وحثَ الخُطى إليها.
ولما رأته أقبل إليها أوجستْ في نفسها خيفةً .. فهو رجلُ غريبُ عنها .. لم تره من قبل ..

اقترب منها شيئاً فشيئاً وأخذ يبتسم ابتسامة المخادع وأعطاها بعض الحلوى لتأمنّ جانبه ..، أخذت الطفلة الصغيرة من ذلكـ المجرم قطعة الحلوى ، وابتهجت وسُرت بها وقالت له :
شكرًا لكـ ياعمّ! وبدا على وجهها علاماتُ الرضا والسرور .

وبعد ذلكـ قال لها:
إن لدي في المنزل ألعاباً كثيرةً وهدايا لكـ، فهل تذهبين معي الى المنزل وسوف اعيدك فوراً الى منزل أهلكـ ؟
فقالت له موافقة :
نعم أذهب معكـ إلى المنزل ياعمّ !!

اقتاد الذئب فريستة إلى سيارته وهو غاية سروره
وابتهاجه .
وفي هذه اللحظة فقدتِ الأمُ صغيرتها وخرجتُ مسرعة لتأتي بها إلى المنزل فأبصرت ذلكـ الشاب يُركبُ طفلتها معه في سيارته فحاولتْ إدراكه ولكنّه اسرع بالسيارة وترك أم الصغيرة كليمةً في وضعٍ يُرثى له تبكي .. وتصرخ .. من شدة الحزن وهول الصدمة وسقطتْ مغشياً عليها أمام النّاس ونُقلت إلى المستشفى وأصيبتْ بأزمةٍ قلبية وعانت من شدة هذا الموقف وهول المنظر كثيراً واستفاقت من غيبوبتها بعد مدة من الزمن.

أما والدها فبعد تبليغه بالأمر تمالكـ نفسه وصبَْرَها أمام الناس ..، ولكنّه ما لبث إلا قليلاً حتى أصابته حالةٌ من التعب النفسي ، غير أنهُ التجأ إلى الله وسأله الصبر فأنزل الله على قلبه سكينة وربطَ على قلبه فاحتسب الأجر بالصبر على أقدار الله وأخذ يُردد قوله تعالى : { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ..

..، وأما أشقاؤها فحالتهم أسوأُ الحالات ..، فالمصائب أتتهم من كلِ حدبٍ وجانب .

أعود لجريمة ذلكـ المجرم الذي ذهب بتلكـ الصغيرة إلى مكانٍ مهجور ، لا يراه فيه أحدُ ونسي أن الله الذي يعلم خائنة. الأعين وما تخفي الصدور .. الذي يعلم السر وأخفى ..
مُطلعٌ عليه .. ومراقب له ...

وبينما هو في غاية سروره بادرته الطفلة الصغيرة بالسؤال
قائلة له :
أين ستذهبُ بي ؟
فقال لها :
سأعطيكـ ألعاباً وهدايا ، فسكتت المسكينة وفي نفسها حيرة وريبة من الامر..؟؟

ولما وصل ذلكـ الرجل إلى منزلٍ مهجورٍ أنزل الطفلة الصغيرة وأدخلها معه ذلكـ المنزل ، وقام بتجريدها من ملابسها ولم يكن منها إلا نظرت التعجب والاستغراب ..، وأخذ منها ما يأخذ الرجل من زوجته!!!، فلقيتْ من العناء والتعب ما الله به عليهم .. الأمر الذي جعلها تبكي .. وتصرخ ولا يزال ذلكـ المجرمُ ينالُ من ضحيته شهوته الحيوانية مستغلاً ضعفها وقلة حيلتها ..

لم يكترث لبكائها .. ولمْ يتأثر باستجدائها .. ولمْ يلتفت لِما صاحب جريمة من .. منظرٍ بشعٍ وأمرٍ فاحش واضرار صحيةٍ ونفسية ..

كلُ هذا وهو لا يلقِي لذلكـ بالاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}

كرر ذلكـ المجرمُ فعل الفاحشة النكراء معها أكثر من مرة وحالتها تزدادُ سوءاً .
وبعد ماقضى منها وطره ألبسها ثيابها وقام بغسل أثار الدم التي تسببت في ظهوره تلكـ الجريمة النكراء .

ولّما أراد إيصالها إيصالها إلى مكان قريبٍ لمنزل أهلها أتاه الشيطانُ وأخذ يُلقي في قلبه وفي نفسه الشكوك والأوهام بأنّه لو ذهب بها إلى المكان الذي أخذها منه ربما الشرطة قد صنعوا له كميناً للقبض عليه، ففكرَ في طريقةٍ للخلاص من هذه الضحية وإخفاء لمعالم الجريمة!!!

فقرر قتل الطفلة وبالفعل قام بوضع يديه على عُنقها و أخذ يضغط بكل شدة وقسوة على رقبتها ..
وهي تبكي وتستنجدُ وتسترحمه ولكنْ لا فائدة ولا جدوى ، وواصل جريمته وكتمَ أنفاسها حتى فاضتْ روحها الطاهرة وماتت بهذه الطريقة الوحشية التي اختارها وهذا المجرم الأثيم .

عاد هذا المجرم إلى داره وهو محملٌ بكبائر الذنوب وأشنعها ، فقد هتكـَ عرض طِفلةٍ ضعيفةٍ ، وقتلها شر قِتلة ..
واصابَ أسرتها بكارثةٍ عُظمى ومصيبةٍ كبرى أحلتِ الأحزانَ في أفرادها وفي مجتمعها .

وبعد مدةٍ من الزمن جاء الخبر إلى أهل الطفلة وعلموا بمصيرها وما آلت إليه ، فأمر والدها الجميع بأن يهرعوا إلى الصلاة وذكر الله - سبحانه وتعالى - فانصاع الجميع لأمر الوالد، وأكثروا من الصلاة والذكر الأمر الذي خفف عليهم مُصابهم ومصيبتهم وطلبت الأم المكلومة من زوجها أن يُحضر لها جثةَ الطفلة لترها قبل مواراتها في التراب ، فاستجاب لها وقام بإحضار جثتها ، وقامت ولدتها باحتضانها وتقبيلها مدةً من الزمن وتدفقت من عينها دموعُ الحزن والأسى ، وقام بالأمر ولدها واخوتها يقبلونها واحداً تلو الأخر ويودعونها .

ذهب بها والدها إلى مغسلة الأموات لتغسيلها وتكفينها ، وبعد ذلكـ الى المسجد فصلوا عليها صلاة الجنازة ، ثمُ حملها باكياً إلى المقبرة بعد تغسيلها وتكفينها ، وعاشوا فترة من الزمن مع الأحزان وبعد ذلكـ ألهمهم الله الصبر والسلوان ..

ولقد تذكرتُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : ( إنّ الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فلـه الرضا ومن سخطَ فعليه السخط )

أما ذلكـ المجرمُ فلا يزالُ في غيّه وعلى فساده وضلالهِ باقياً ، حيثُ لم يتأثر بما كانَ منه من جريمةٍ عُظمى .

لمْ يُفكر في أي يوم من الأيام بالتوبة إلى الله أو العودة إليه ، وما زالتْ صحيفتهُ ممتلئة وتمتلئ بجرائم الفساد في الارض ، حتى أصابهُ الله في يومٍ من الأيام وابتلاه بفقد بصره ، فأصبحَ يتخبطُ في الطرقات .. وعاش بقية حياته في جحيم .. وألمٍ .. وعاشَ ما تبقى له من حياته معيشة ضنكا ، لأنه أعرض عن ذكر الله - سبحانه وتعالى - أعرض عن المساجد وعن القران الكريم .

قوله تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ}.

ولسوف تأتي هذه البريئة يوم القيامة تشتكي إلى الله من فعل هذا المجرم الذي ارتكب معها جريمة من أشد الجرائم وأشنعها وأفظعها ، وارتكب جريمة خطيرةً في حقِ أهل تلكـ الطفلة الصغيرة وحق الناس جميعاً .......




hg,p,a hgfavdm



 


رد مع اقتباس