كل خطوة في الزينة المحرمة ؛ هي خطوة بنا إلى الخلف
:
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } .. { وَلَا يُبْدِينَ } .. يحمل التعبير معنىً ذو دلالة خاصة ؛ إذ الإبداء المنهي عنه هو كل إبداءٍ تقصدُه المرأة وتُريده .. وهو غير الظهور العفوي الطبيعي ! { إلا ما ظهر منها } .. والفارق بين كلا الفعلين ؛ فارق لا يحيط به إلا ضمير المرأة ! المرأةُ وحدها .. من تفهم كيف أن بعضٓ الزينة تخون المقصد ! المرأةُ وحدها .. من تعرف كيف تجعل من جمالها ؛ نبع هزيمة في روح شاب لا ينتهي ! والمرأةُ وحدها .. من تقفل شبابيك الفتنة على حذر ؛ حتى لا تأوي الفتنة لها ! هي وحدها .. من تفهم لغة المراودة عن نفسها .. وحدها من تلمح في المرآة روحها وهي تبدي الزينة ؛ عساها تستدرج طيفا يخوض خلفها ! الأنثى ترى تماما ما لا ترى المرايا من خفي النوايا ! ترى صوتها .. إذ يغزل من زينته شِباكٓ المصيدة ! وترى من عينها .. التفاتةً غير خالية ! وترى من تساقط كلماتها .. ما تنفرط له مسبحة عابد متبتلا ! وترى كيف يبتل عبدٌ بها .. يصبح رذاذا .. ثم تقلق روحه ؛ فلا يتسامى بعدها ! وترى ألوانها .. كيف تعبر إلى عينِ شاب ؛ فيفقد طمأنينة عالمه ، وتسكنه عوالمها ! وترى مشيتها .. كيف تراوغ ؛ حتى تتسلل إلى عين غافل .. ثم تكون في عقله كل شيء ! تملأ الجو بما لا يقال .. تتعثر بين يديها الخطوات .. يعود من انهمارها فارغ كفه ؛ إلا من صخب زينتها ! يحملها في صلاته ؛ فلا لمسة الضوء تبقى بعد أن لمسته بزيفها ! ووحدها المرأة .. تعلم أن ما نثرته من الزينة كان إبداء أم ظهورا ! وحدها الأنثى .. تفهم الحدود بين الإبداء ؛ وبين الظهور العفوي الذي لا حيلة فيه ! تفهم .. أن زينة العين ، وزينة الصوت ، وزينة الجسد ؛ هي عزف للفتنة واضح ! فلا بوابة للخروج بعد الزينة المنتقاة .. ولا معنى في شبابنا بعدها ؛ إلا معنى الارتباك ! الزينة فريضة الزواج .. فلا تجعليه إثما ينهمر في عمرك ؛ مثل طير أبابيل ! { ولا يبدين } .. بصرامة النهي ؛ عن كل إبداء مقصود للزينة الخلقية أو المكتسبة على حد السواء .. إذ لاشيء مبهم عند الله .. لاشيء مبهم ! نحن نبتكر الهروب من النصوص .. ولكن القرآن بكلمة ؛ ينسخ عنا نصوص الهوى ، وينسخ شهواتنا ! هنا المنتصف .. بين لون الطهارة ؛ وبين لون الشهوة الخفية ! عند هذه الكلمة .. تتلاشى قافلة من الظنون .. قافلة من التفسيرات ؛ التي تقودنا إلى أحلك الخطوات ! عند هذه الكلمة .. يستوي سلطان الحق ! هذه آية .. تعيد للزينة دهشتها ؛ إذ تبقيها مخفية عن أعين الناظرين .. تتبتل بالصبر ؛ حتى أذان الحلال ! لقد كانت أول خطيئة في دفتر الذنب ( يخصفان ).. لذا فإن كل نقص في الستر ؛ هو ارتجال الشيطان فينا ! كل خطوة في الزينة المحرمة ؛ هي خطوة بنا إلى الخلف ! لو نضج القلب .. لأضاء حتى أزاح الحجب ! لو نضجت الروح .. لانكشفت زينة الآخرة المدخورة عرسا مهيبا ! لو نضج العقل .. ما قبلت أنثى أن يكون عمرها مساء ضرير ! ولو تشبثنا بسورة النور .. ما استمر فينا الإثم ذبولا ! ✦ د.كفاح أبو هنود ✦ :: |
الساعة الآن 05:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010