﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
في صلاة فجر أحد الأيام كنت أستمع لإمامنا وهو يقرأ بنا في الركعة الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ [ الطلاق : 1 ] ؛ حينها وجدت خيالي يسبح في ظِلال هذه الآية .. يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا ، ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؟ حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة " منحة ربانية وعطية إلهية ". جولة في ظِلال هذه الآية : نعم ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ . - تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ؛ نقول لها ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ لعل بعد الفراق سعادة وهناء ، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال . - ذلك الزوج الذي عانى من زوجته ، وصبر عليها ، ولكنها لم تبال بحقوقه ، وطالما نست أو تناست حسناته ، حتى كان الطلاق هو الخيار له ، نهمس له ونقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ نعم فلعل الله يمنحك زوجة أخرى تحسن التعامل معك ، وتساعدك على تحقيق أهدافك وتجعلك تشعر بأنك رجل لك مكانتك واحترامك . - تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام ، فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود . - هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب وأولياء ، والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم ، ولكن ومع ذلك نقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم " حلاوة الأنس به و لذة الإنقطاع إليه " ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا ، وهذا ابن تيمية الذي نزل السجون يصرح بأنه وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملء مكانه ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك . - في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكل واحد منهم نقول ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن ، ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده ! - في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لِراعي تلك الأسرة ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ ؛ فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى . والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس الذين يحتاجون إلى التذكير بهذه الآية العظيمة ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ . ونصوص القرآن تضمنت ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾ [ الشرح : 6 ] و ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ﴾ [ الطلاق : 7 ] . فـ الله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار ، والنظر للحياة من زاوية الأمل ، والإعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق . ومضة ؛ لا يقلق من كان له أب ؛ فكيف بمن كان له رب ..! الشيخ سلطان العمري حفظه الله |
رد: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
مقال قيّم واملنا بالله وحده وماعند الله الا كل خير
بوركتِ اختنا الكريمة |
رد: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
|
رد: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
جزاك الله خير
|
رد: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
جزاك المولى خير الجزاء ووفقنا الله للعلم النافع
|
رد: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْـدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾
جزاك الله الجنة
|
الساعة الآن 05:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010