منتديات رغد الشمال

منتديات رغد الشمال (http://www.rag7d.com/vb/index.php)
-   _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره (http://www.rag7d.com/vb/forumdisplay.php?f=146)
-   -   الصبــــ في القـرآن الكريـم ـــــــــر (http://www.rag7d.com/vb/showthread.php?t=18675)

دعاء 27 10-02-2017 04:14 AM

الصبــــ في القـرآن الكريـم ـــــــــر
 







http://www6.0zz0.com/2012/12/10/13/342434233.png







الإيمان نصفان : صبر و شكر ،
ولما كان كذلك كان حرِياًّ بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما ،
و أن لا يعدِل عنهما ، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ..!

ومن هنا كان حديثنا عن الصبر في القرآن الكريم ؛
فقد جعله الله جواداً لا يكبو وصارماً لا ينبو وجنداً لا يهزم ، و حُصنا لا يهدم .
فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ،
وهو أنصر لِصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد
و محله من الظفر كمحل الرأس من الجسد ،

الصبر لغة * : الحبس و الكف ،
قال تعالى : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ ﴾
،
أي إحبس نفسك معهم .
و اصطلاحاً * : حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ﴾ .

وقد أشرنا في التعريف إلى
أنواع الصبر الثلاثة و الباعث عليه .
* أما أنواعه فهي :
صبر على طاعة الله ،
و صبر عن معصية الله ،
و صبر على أقدار الله المؤلمة .
فـ ؛
في قولنا ( على فعل شيء ) دخل فيه الأول ،
وفي قولنا ( أو تركه ) دخل فيه النوعان الثاني والثالث :
أما دخول الثاني فظاهر لأنه حبس للنفس على ترك معصية الله ،
وأما دخول الثالث فلأنه حبس للنفس عن الجزع
والتسخط عند ورود الأقدار المؤلمة .
* أما الباعث عليه :
فهو في قولنا ( ابتغاء وجه الله ) .. قال تعالى ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾
فالصبر الذي لا يكون باعثه وجه الله لا أجر فيه وليس بمحمود ، وقد أثنى الله
في كتابه على أُولِي الألباب الذين مِن أوصافهم ما ذكره بِقوله تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾ .
وهذا النص يشير إلى حقيقة هامة جداً وهي أن صبغة الأخلاق ربانية فيه ليست أخلاقاً وضعية أو مادية
وإنما ربانية سواء من جهة مصدر الإلزام بها أو من جهة الباعث على فعلها ، فالعبد لا يفعلها تحت
رقابة بشرية حين تغيب ينفلت منها ، بل يفعلها كل حين وعلى كل حال ؛
لأن الرقابة ربانية ، والباعث إرادة وجه الله تعالى .

http://up99.com/upfiles/png_files/JyS28982.png



فضائل الصبر في القرآن الكريم :56:


حديث القرآن عن فضائل الصبر كثير جداً ،
وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك ؛
لكن نجتزىء منه بما يلي :

1- عَلَّق الله الفلاح به في قوله :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

2- الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره :
﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ﴾ ؛
وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ .

3- تعليق الإمامة في الدين به وباليقين :
﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ .

4- ظَفرهم بِمعية الله لهم :
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .

5- أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم :
﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾

6- أنه جعل الصبر عوناً و عدة ، وأمر بالإستعانة به :
﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ .

7- أنه عَلَّق النصر بالصبر والتقوى فقال تعالى :
﴿ بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ .

8- أنه تعالى جعل الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فما استجن العبد بأعظم منهما :
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ .

9- أن الملائكة تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم
﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ .

10- أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح فقال تعالى :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ .

11- أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور ؛
أي مما يعزم من الأمور التي إنما يعزم على أجلها وأشرفها .
﴿ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ .

12- أنه سبحانه جعل محبته للصابرين :
﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ .

13- أنه تعالى قال عن خصال الخير : إنه لا يلقاها إلا الصابرون .
﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ .

14- أنه سبحانه أخبر أنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور .
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ .

15- أنه سبحانه أثنى على عبده أيوب أجل الثناء وأجمله لصبره فقال تعالى :
﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ ، فمن لم يصبر فبئس العبد هو .

16- أنه حكم بالخسران التام على كل من لم يؤمن ويعمل الصالحات ولم يكن من أهل الحق والصبر .
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ... ﴾ .
قال الإمام الشافعي :
" لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لَوسعتهم ، وذلك أن العبد كماله في تكميل قُوَّتيه :
قوة العلم ، وقوة العمل ، و هُما : الإيمان والعمل الصالح
وكما هو محتاج لتكميل نفسه فهو محتاج لتكميل غيره ،
وهو التواصي بالحق ، وقاعدة ذلك وساقه إنما يقوم بالصبر " .

17- أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهم
هاتان الخصلتان ، و وصوا بهما غيرهم ؛ فقال تعالى :
﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ .

18- أنه تبارك وتعالى قرن الصبر بمقامات الإيمان و أركان الإسلام
و قِيَم الإسلام و مُثلِه العُليا :
فـ قَرَنَه عز و جلّ بالصلاة ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ ،
و قرنه بالأعمال الصالحة عموماً ﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾،
و جعله قرين التقوى ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ﴾ ،
و قرين الشكر ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ ،
و قرين الحق ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ ،
و قرين المرحمة ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ ،
و قرين اليقين ﴿ لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ ،
و قرين التوكل ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ ، ﴿ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ ،
و قرين التسبيح والإستغفار ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ ،
و قرنه بالجهاد ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ .

19- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ .


و بعد ، فهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر
ولولا الإطالة لـَ استرسلنا في ذِكر تلك الفضائل و المنازل ،
و لعل فيما ذكر عبرة و دافع على الصبر ؛
فالله المستعان ..



محمد بن عبد العزيز الخضيري
كلية المعلمين قسم الدراسات القرآنية





http://www6.0zz0.com/2012/12/10/13/736509603.png












пαнεɔ 30-04-2017 11:49 AM

رد: الصبــــ في القـرآن الكريـم ـــــــــر
 
جزاك المولى خير الجزاء ووفقنا الله للعلم النافع

مُزُنْ 01-05-2017 11:11 PM

رد: الصبــــ في القـرآن الكريـم ـــــــــر
 
جزاك الله خير ..فتح الله عليك وبارك في جهودك
ينقل الى قسم ( القرآن )

براءة مشاعر 24-06-2017 10:07 PM

رد: الصبــــ في القـرآن الكريـم ـــــــــر
 
جزاك الله خير


الساعة الآن 02:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

a.d - i.s.s.w

اختصار الروابط