المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مّا بين الطعنات و الأحزان ردّاتّ الـفعــل


غصة الوريد
31-03-2013, 01:45 PM
الحياة لا تسير على وتيرة واحدة .. بل خيوط ساطعة و شاسعة من الألوان و الأنواع و الأشكال ..



مع ذلك نردد البيت العامّي المشهور


يالله اعدلها عن الضلع والميل .. والإ تميلها على الناس مره



و نهتف بهاتين البيتين موضحين تشاؤمنا و إحباطنا و إنكسارنا وضعف إيماننا وعدم ثقتنا بالله



ياصاحبي مافادنا كثر الاحـلام ... ولي بخاطـرنا عجـزنا نطولـه
ماتت أمانينا علـى حــد الايــام ... حكم القدر فارض علينا ميوله



و تناسينا قوله تعالى في كتابه الشريف : "لقد خلقنا الإنسان في كبد"




و بشكل آخر ..



نريد حياتنا بيضاء صافية من المصائب والنكسات والنكبات والأزمات ولكن هيهات .. !

لأن حقيقة الحياة هي نمتلكها إن تحكّمنا بها أو تمتلكنا إن تحكّمت بنا وذلك تحت كل الظروف والضغوط


و السؤال الذي يفرض نفسه ..





كيف نمتلك الحياة ؟؟؟



اليوم غير الأمس و غير الغد .. تأتي مواقف .. أحزان .. أفراح .. أحداث .. مستجدات و طعنات و آآه آآآآه بطعنة الصديق .. الرفيق .. القريب و الحبيب الذي لا يبالي بالعلاقة .. والمحبة .. والمودة


برغم السنين و العِشّره الطويلة الإ إنك تنصدّم به لأنه الغريب الذي تتعرف به لأول مره .. هذا ليس هو ما كنت تكلمه و تسامره بالأمس .. ليس هو القريب الحبيب بل الغريب الخبيث


تنفرد بنفسك و تتسائل


ما هو سر التغيير العجيب ..!؟

هل لهذه الدرجه أنا مغفل ..!؟



لا ..!

يستحيل أكون مغفل طيلة الأعوام السابقه بل إنها القلوب قسّت و تجّبرت و تصلّبت .. يآآآآآه دنيا مُخيفه فعلاً ..!


بين يوم و ليله تحدث مفاجآت رهيبه .. تصدّم العقل .. تكسّر القلب و تعكّس المنطق ..



و لكن


ماذا بعد الغم و الهم والألم ..!؟

هل تكون رهينه لذكريات أليمة وماضية جعلتها حاضرة بحياتك..!؟

هل تحرق قلبك و سنينك القادمة بسبب طعنة عدو ..!؟



حقيقةً حينما أتتني الطعنات .. حزنت واتخذت مواقف ولكن توقفت لبرهه أتسائل ..



ما السبب..!؟

ماذا يحدث هنا ..!؟

لماذا كل هذا ..!؟

أين الخلل ..!؟




أدركت بأني من أسعد نفسي بنفسي .. فلن أغيّر الناس ولا المكان والزمان .. بل أعاملهم بأطباعهم الخاصه وليس بالأطباع المفترض أن يتحلوا بها

أدركت أن لا أحزن وأقوقع نفسي على تصرفاتهم السيئة بل أدعوهم لنصيحتي فإن قبلوها لكان خير وبركه .. وإن رفضوها فالخسارة محلهم لا محاله ..!



لكن كيف أسعد نفسي و أنا أتقبل الطعنات والعداوات وحولي مزيج من الصراعات والإنتقامات .. وأُصّبِحُ على هجمات وأسمع ويلات وأرى إشتباكات ..!


السعاده هي ردة فعل مسايرة أو معاكسة ولكنها صائبة .. هي سهله ولكن تحتاج الى نفس عازمة بالتغيير ومُحبة للتجديد ولن يتحقق ذلك الإ بالقرب من المولى جل شأنه ..


لذا إسمح لي أنهل إليك بعض من ردّات الفعل التي يجب أن نتعامل بها في حياتنا اليومية كي نثمر بسعادة حقيقية وراحة أبدية






أسعد نفسي

بقلب قانع وخانع وخاضع وخاشع لله سبحانه و تعالى .. فأؤمن بالقدر كي أشرح الصدر .. وأزيح الكدر .. وأُسّلِم الغدر .. ويغفر ما بدّر


أسعد نفسي

لأن الله يذكرني طالما أذكره بالسراء والضراء .. فإذا أردت أن يكلمني قرأت كتابه المنقول المتواتر إلينا وإذا أردت أن أكلمه أبادره بصلاتي



أسعد نفسي

بمسامحتي للناس كي يسامحني إلهي .. ويغفر زلتي .. ويقبل دعوتي .. ويرفع حسنتي .. ويُنير بصيرتي .. ويوفق خطوتي .. ويثبت قوتي..



أسعد نفسي


بإفتخاري وإعتزازي بها .. فلا أسيء النوايا وأزيد الحكايا لأجذب الأنظار .. بل أنصف الأمور بعيداً عن العواطف والعلاقات والتعصبات الشخصية


أسعد نفسي


بقلبي الطيب الخالي من الحسد و الحقد .. أنثر أحزانه بسطور الورق و حالما أنتهي .. أحرق ورقي ..وأزيح همي ..وأُريح قلبي .. وأقبِل يومي بقلب ينبض من جديد..



أسعد نفسي


بعلاقاتي الحميدة و الجميلة رغم أخطائهم .. فيشعروا بنوبة خجل و فشل من رد الإساءة بالإحسان .. و هذا أقوى و أردع رد طيلة حياتهم .. فيشعرون بأسف و إستحقار بذاتهم


أسعد نفسي


بعدم الرهون في دائرة الماضية الأليمة .. بل نعطيها حقها من المشاعر دون المبالغه .. فإذا كان اليوم مُرّا فغداً حلواً .. هذه طبيعة الحياة التي يجب أن نؤمن بها



أسعد نفسي


بمساعدتي للمحتاجين .. وليس شرطاً أن تكون المساعده بالمال .. بل بالكلمة الطيبة التي تطيّب الخاطر .. البسمة الحسنة التي تسعد الناظر .. النصيحة البالغة التي تُعين الحائر

أسعد نفسي

بصدقاتي بالعلن و بالسر .. فهي تشعرني بالعطا .. تدفع البلا .. تمحو الخطا .. تزيد الحسنات .. تحط السيئات .. وتجلب البركات



أسعد نفسي


بالرضا و القناعة بما قسّم الله لي .. فلم يظلمني و لم يحرمني من شيء بل هي حكمة إقتضاها من عنده سبحانه و تعالى



أسعد نفسي


بأحلامي و آمالي التي ستكون وقعاً في حياتي طالما أثبّت العزيمة و واصلّت المحاولة و إلتزّمت بالدعاء


أسعد نفسي


بالتحكم بلساني فلا يكون سليطاً حتى لا أنفر الناس مني و إن كنت أملك أطيب قلب في مجتمعي



أسعد نفسي


إذا أنتابتني وساوس الشيطان بالإسراع الى التذكير و التكبير و التسبيح و التحميد



أسعد نفسي


بأني مسلم عربي أنعم بالعقل والإيمان في بلد مستقل تحت ظل الأمن والأمان



أسعد نفسي


بيقيني بأن الدنيا رحلة قصيرة و كنزها قليل و الآخره أبقى و أغلى و أجلى






ختــــامــاً


"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"