المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو المراد بكلمة (اللمم)؟


الراقي
25-05-2012, 07:33 PM
ما هو المراد بكلمة (اللمم)؟

في قوله تعالى:
{ ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰٓئِرَ ٱلْإِثْمِ وَٱلْفَوَ‌ٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَ‌ٰسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ } [النجم 32]

إن علماء التفسير - يرحمهم الله - اختلفوا في تفسير ذلك، وذكروا أقوالاً في معناه، أحسنها

قولان:

أحدهما:

أن المراد به:
ما يلم به الإنسان من صغائر الذنوب،

كالنظرة والاستماع لبعض ما لا يجوز من محقرات الذنوب وصغائرها ونحو ذلك،

وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف، واحتجوا على ذلك بقوله سبحانه في سورة النساء:

{ إِن تَجْتَنِبُوا۟ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًۭا كَرِيمًۭا } [ النساء 31]

قالوا:

المراد بالسيئات المذكورة في هذه الآية هي صغائرالذنوب، وهي: اللمم؛

لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك، فمن رحمة الله سبحانه
أن وعد المؤمنين

بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا الكبائر، ولم يصروا على الصغائر.
وأحسن ما قيل في ثبوت الكبائر إنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا؛
كالسرقة، والزنى، والقذف، وشرب المسكر، أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله

أو لعنة أو نار؛ كالربا، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين.

ومما يدل على غفران الصغائر باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر

قول النبي صلَّ الله عليه وسلم:

((إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى فهو مدرك ذلك لا محالة،
فزنى العين النظر،

وزنا اللسان الكلام، وزنا الأذن الاستماع، وزنا اليد البطش، وزناالرجل الخطى،

والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))،

ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعاً وعدم الإصرار عليها :

قوله سبحانه:{ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ أُو۟لَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌۭ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّـٰتٌۭ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ } [ آل عمران 135 - 136]

القول الثاني:

أن المراد باللمم:

هو ما يلم به الإنسان من المعاصي ثم يتوب إلى الله من ذلك،

كما قال في الآية السابقة وهي قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً } الآية،
وقوله سبحانه: { وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور 31]

وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
{ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}

ولأن كل إنسان معرض للخطأ، والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب،

وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية،والإقلاع عنها، والعزيمة الصادقة

على ألا يعود إليها خوفاً من الله سبحانه، وتعظيماً له، ورجاء مغفرته.

ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين؛ كالسرقة، والغضب،

والقذف، والضرب، والسب، والغيبة،ونحو ذلك أن يعطيهم حقوقهم، أو يستحلهم منها

إلاإذا كانت المعصية غيبة - وهي الكلام في العرض - ولم يتيسر استحلال صاحبها؛

حذراً من وقوع شرأكثر فإنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة،

وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها،ولا حاجة إلى إخباره بغيبته

إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه،

***************************

شرح الشيخ بن باز رحمه الله تعالى

****************************

أصدآف
25-05-2012, 07:57 PM
جزاك الله كل خير

ام راشد
26-05-2012, 03:14 AM
جزاك الله خير

{ سبآت ..!
29-05-2012, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :154:

اللهم طهرنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الآبيض من الدنس
وجازنا بالإحسان إحساناً وبالسيئاتِ عفواً وغفرانا


وجزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمت في موازين أعمالك الصالحه
والله يكتبنا من أهل الجنة والمغفرة http://www.htoof.com/vb/images/smilies/21.gif



ــــhttp://www.rag7d.com/vb/images/icons/Icon16.gifــــ
لا اله الا الله محمد رسول الله
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
ــــhttp://www.rag7d.com/vb/images/icons/98.gifــــ