المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطّب والطّبيب في اللغة العربية


الغارس
02-07-2018, 11:11 PM
الطّب والطّبيب في اللغة العربية

الطب بكسر الطاء في لغة العرب يقال على معان منها: الإصلاح،
يقال: طببته: إذا أصلحته، ويقال: له طب بالأمور أي: لطف وسياسة، قال الشاعر:
وإذا تغير من تميم أمرها ... كنت الطبيب لها برأي ثاقب
ط ب..مقاييس اللغة..


الطاء والباء أصلان صحيحان ، أحدهما يدلُّ على عِلمٍ بالشيء ومَهارَةٍ فيه .
والآخر على امتدادٍ في الشيء واستطالة . فالأول الطِّبّ ، وهو العلم بالشيء .
يقال رجلٌ طَبٌّ وطبيب ، أي عالم حاذق .




قال الجوهري: كل حاذق طبيب عند العرب،
قال أبو عبيد: أصل الطب: الحذق بالأشياء والمهارة بها،
يقال للرجل: طب وطبيب إذا كان كذلك، وإن كان في غير علاج المريض،
وقال غيره: رجل طبيب: أي حاذق سمي طبيبا لحذقه وفطنته، قال علقمة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب
ويقال للذي يتعهّد موضِعَ خُفِّه أَينَ يَطَأُ به : طَبٌّ أيضاً.
ولذلك سمِّيَ السِّحْر طِبّاً ؛ يقال مطبوب ، أي مسحور .
قال :
فإنْ كنت مطبوباً فلا زِلْت هكذا وإِنْ كُنت مسحوراً فلا برأ السِّحرُ
وتجمع كلمة طبيب على ضربين:
جمعُ القليل: أَطِـبَّةٌ، والكثير: أَطِـبَّاء.



والطبيب تعنى العالم:
جاء رجل إِلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فرأَى بين كتِفَيْه خاتم النُّـبُوَّة، فقال: إِنْ أَذِنْتَ لي عالجتُها فإِني طبيبٌ.
فقال له النبي، صلى اللّه عليه وسلم: طَبيبُها الذي خَلَقَها، معناه: العالمُ بها خالقُها الذي خَلَقها لا أَنت.
والطَّبِـيبُ: الرفيق؛ قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِـيُّ، يصف جملاً، وليس للـمَرّار الـحَنظلي:
يَدِينُ لِـمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ،....من الشِّبْهِ، سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها


ومعنى يَدِينُ: يُطيع.والـمَزرورُ: الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة، وهو معنى قوله: حَلْقة من الشِّبْه، وهو الصُّفْر، أَي يُطيع هذه الناقةَ زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ أَنفِها.
والطِّبُّ: الطَّويَّة والشهوة والإِرادة؛
قال:
إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَـ ..ـينَ أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ
وقول فَرْوةَ بنِ مُسَيْكٍ الـمُرادِي:
فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبونَ، قِدْماً، .. وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِـينا
فما إِنْ طِـبُّنا جُبْنٌ، ولكن.... مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا
كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ،... تَكُرُّ صُروفُه حِـيناً فحينا


يجوز أَن يكون معناه: ما دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا، وأَن يكون معناه: شهوتُنا.
وقيل:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى ...طبيب يداوي والطبيب مريض
ولأبي العلاء المعري أبيات في الطبيب يقول فيها :
فَإِنَّ طَريقَ الناسِ في الحَتفِ واحِدٌ .. أَكُنتَ طَبيباً أَم نَقيضَ طَبيبِ
ويقول :
نَعى الطَبيبُ إِلى مُضنىً حُشاشَتَهُ .. مَهلاً طَبيبُ فَإِنَّ اللَهَ شافيهِ
وقال المتنبي :
وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا .. وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
وقال أيضا :
وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدُنيا بِشَيءٍ .. وَأَنتَ لِعِلَّةِ الدُنيا طَبيبُ