المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعددت الاختبارات


пαнεɔ
10-03-2018, 09:31 AM
قلت لابني الأكبر أن يسبقني ويرمي القمامة في الصندوق ريثما أدير السيارة وآلحقه بعدها. وبعد أن حركت السيارة وجدته قد أنجز مهمته وهم في طريقه ليلاقيني. فأحببت أن أضحك معه فانطلقت بالسيارة مسرعاً نحوه عسى أن يخاف ويجري مبتعداً ليفسح الطريق فنضحك. لكنه فاجأني بثباته في مكانه دون أن يخاف أو يتحرك!

فلما ركب السيارة سألته: ألم تخف؟!

ففاجأتني إجابته، ولم أخاف؟! أنت أبي وفكرت أنك بالتأكيد لن تضرني.

أخذتنا إجابته إلى عالم آخر، فبدلاً من خطتي للضحك معه التقطت خيطاً آخر.

أي بني، إن ثباتك عند ذلك الخطر كان منبعه هو إيمانك أن أبيك لن يضرك، فاجعل إيمانك بربك طوال حياتك أقوى من إيمانك بأبيك. واثبت في الشدائد ذلك الثبات الذي يحب أن يراك عليه.

أي بني، لن نختبر في هذه الدنيا سوى اختبار الإيمان فاجعله دائماً نصب عينيك، مهما تعددت أشكال الاختبار فهي كلها وجوه لسؤال واحد فحواه هو: هل أنت مؤمن؟

قد تختبر في رزقك، فلا تنحني لرزق ولا تتحايل للوصول إليه واعلم أن السؤال الحق هو: هل تؤمن أن الله هو الرازق؟

قد تختبر في مرض، فلا تقنط، واعلم أن السؤال الحق هو: هل تؤمن أن الله هو الشافي؟ وهل تؤمن أن الله يكفر عنك بمرضك؟

قد تختبر في سلطتك، فلا تتجبر ولا تتغول، واعلم أن السؤال هو: هل تؤمن أن الله رقيب ويقدر عليك؟

قد تختبر وقد تختبر، ولن تملك اختيار اختبارك في الدنيا، لن تملك أن تسأل لماذا يا الله لم تختبرني اختبار فلان، أو فلان؟

لن تملك رفاهية اختيار اختبارك، ففي هذه الاختبارات كلنا مسير ليس أحدنا مخير.

إنما الخيرة فقط في كيفية الإجابة، ولأن الله عدل، فالسؤال في كل الاختبارات واحد: هل أنت مؤمن؟

يا ولدي: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون

تعددت الاختبارات، والجوهر واحد، فاجعله دوماً نصب عينيك وفي مستقر قلبك اجعل إيمانك بربك دافعك للثبات،
واجعل من يقينك معيناً لك في مصائب الدنيا.

أوصلني الله وإياك الجنة.

مُزُنْ
10-03-2018, 10:47 PM
الله يعطيك العافيه ويسلم يديك دمت بحفظ الله

غصة الوريد
16-05-2018, 01:18 PM
اشكرك جزيل الشكر
يعطيك الف الف عافية
لاهنت