المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّة عجيبة في غضّ البصر


пαнεɔ
25-06-2017, 05:52 PM
خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره

وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله !!

فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : (هبني )

فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه ؛

فلمّا رأت ذلك قالت له : لستُ أريد ، هذا طعاماً ، إنما أريد مايكون بين الرجل وزوجته !!

فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : ( لقد جهزّك إبليس !! )

ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب !!

فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها ، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها 0

وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطع صوته

قال له : مايبكيك؟ !!
قال سليمان : خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!

فقال رفيقهُ : لا !! إن لك قصة !! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها

فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً

فقال له سليمان :وأنت مايُبكيك!!
فقال رفيقه: أنا أحقّ بالبكاء منك!!

قال سليمان :ولم؟!!!
قال: لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!

فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!

ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة

فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طولاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة،

فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!

قال الرجل:أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب

قال سليمان: إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً

فقال له يوسف عليه السلام: بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!

حلية الأولياء لأبي نعيم (191/2)]

مُزُنْ
08-07-2017, 09:41 PM
الله يعطيك العافيه ويسلم يديك دمت بحفظ الله ورعايته