المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حقيقية ‏يرويها شيخ كبير من قبيلة مطير


пαнεɔ
15-05-2017, 02:24 PM
:
قصة حقيقية ‏يرويها شيخ كبير من قبيلة مطير ، يقول :

كنا في حدود عام 1370هـ رعاة إبل نجوب الصحراء ، وصادف ذات رحلة أن اقتربت مؤونتا من النفاد ، ونحن آنئذ بالقرب من مدينة عنيزة ، كنا مجموعة رعاة ، ولم يكن مع أحد منا ريال واحد ، وأيضًا لسوء الحظ لم يكن معنا ما نقايض به ، كأن نشتري تمرًا بسمن أو إقط .
‏اتفق الجميع أن أنزل وحدي إلى عنيزة ، وأن أتلمس أحدًا من تجارها يقرضنا إلى حين ميسرة .
الناس للناس من بدو ومن حضر ، بعض لبعض وإن لم يشعروا .
نزلت سوق عنيزة ، وبدأت أتفرس وجوه الرجال أصحاب الدكاكين بحثًا عن تاجر أتوسم فيه المرونة في ذلك الزمن الشحيح !
‏هفت نفسي إلى رجل منهم ، توسمت في سيمائه الخير والمرونة ، فسلّمت عليه ، ثم قصصت عليه خبري وخبر جماعتي .

‏قال التاجر : لو كنتَ وحدك لأعطيتك ما يكفيك، ولكنكم جماعة تحتاج إلى ما لا يقل عن 40 ريالا ، وهذا يضر بتجارتي ، فضلًا عن أني لا أعرفك .
احترتُ ما أقول له ، فحجته قوية ، ولا يرضيني أن أضر به ، وأنا بدوي تقذفني الصحراء من فج إلى فج ، ولا أدري متى سأعود إليه ، ‏عندئذ ألهمني الله أن أذكر محزم الرصاص الذي كنت ألبسه ، فقلت : خذ هذا المحزم ، فيه 10 أمشطة ، تساوي 40 ريالا ، هي لك بعها إن لم أعد بعد شهر إليك .
ارتاحت نفس التاجر ، فقال : اتفقنا ، خذ بقيمة 40 ريالا ما شئت من التمر ، وموعدنا بعد شهر ، إن عدت ، وإلا بعت هذا المحزم واستوفيت ثمني منه .
‏أخذت التمر ، وعدت إلى رفاقي ، ثم ، كما العادة ، دفعتنا الصحراء إلى بطنها ، فمضى الأجل الذي بيننا ، وقلت في نفسي: الرجل أخذ حقه ، فلتطب نفسي .

‏تقلّبت بي الحياة ظهرًا لبطن ، فتركت البداوة، وعملت سائقًا في آرامكو ، ثم صرت سائقًا يقوم بتوصيل السيارات الجديدة من الميناء إلى وكالاتها ، وبعد قرابة 20 سنة ذهبت بحملة سيارات من الميناء إلى القصيم لإيصال سيارات إلى وكالة المشيقح . كانت السيارات ذلك الزمن تحتاج إلى التبريد
( والتبريد هو أن توقف السيارة فترة حتى تبرد مع رفع غطاء ماكينتها ) .

‏ توقفنا في أطراف عنيزة لتبريد سياراتنا ، ونزلت أتريض في بعض بساتينها ، لقد تغيّرت عنيزة ، ولك أن تتخيل ماذا فعلت الطفرة بالمدن السعودية .

‏فيما أنا في تلك المزرعة إذ بصاحبها يقترب مني ويسلم علي ، فسلمت عليه ، وأخبرته أننا مجموعة من السائقين نبرّد سياراتنا ، وأني دخلت أتريض هنا . فقال صاحب المزرعة : قل لأصحابك ألا يطبخوا شيئًا للغداء ، وأخبرهم بأنّ غداءهم عندي هنا في المزرعة. اعتذرت قليلًا ، فألحّ كثيرا ، وفيما أنا أتريض معه في المزرعة خطرت عليّ قصة محزم الرصاص وذلك التاجر ، فقلت له : يا عم ، لي عن عنيزة 20سنة ، ولي فيها قصة هي كيت وكيت .
فقال الشيخ صاحب المزرعة : هل تذكر شكل التاجر ؟
قلت : لا ، فقال : هل تذكر أمارةً فارقة تذكرك به ؟
فقلت : بجوار دكانه نخلة !

فقال الشيخ ؛ وصلت ، وأتى الله بك فقد كنت أنتظرك ، وكتبت أمرك في وصيتي وذاك أني بعتُ محزم الرصاص بـ 50 ريالا ، وهذا هو ثمنه الحقيقي ، فأدخلت العشرة ريالات لك في تجارتي ، وقد نما لك منها شيئًا ، ثم سحبني من يدي‏ وأخذني إلى فضاء واسع في المزرعة مليء بالأغنام ، وقال : هذه الأغنام كلها لك يا بني من عشرة ريالات قبل 20 سنة !
اعترتني رعشة من أمانته ، فقلت : لا آخذ شيئًا ، فقال : والله لا أتركك ، فقلت : النصيفة بيننا لترضى ، فقال : كما تريد ، فقد أزاح مجيئك عني همًا طويلا .

العجب من الأثنين ❗
العجب من التاجر لأمانته ، ومن صاحب المحزم لسخاءه ‼

||

مُزُنْ
15-05-2017, 04:53 PM
تسلم يمينك ..وَ بإنتظآر جديدك ..لاهنتِ