المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورقة من فئة الخمسة جنيهات


пαнεɔ
20-11-2016, 02:03 PM
"منذ أربعين عاما ، و عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري ، عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشرة روبلات ،
ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبدا ، وأستطيع الآن أن أحصي حصيلة حياتي و أن أسجلها كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها هكذا:
2917 زرارا، 244172 دبوسا، 12 سن ريشة، 3 أقلام 1 منديل و ظهر منحن و حياة بائسة."

***

تتداعى في رأسه كلمات ذلك الكاتب الروسي الذي لا يتذكر -من الإنهاك- اسمه ، و هو يمشي في الشارع ؛
حيث فقد محفظته و ما تحتويه بآخر ما يملك من نقود
و كان لا يزال الطريق إلى منزله طويلا


في البداية فكر لوهلة أن يتصل بأحد أصدقائه ليستعير مبلغا أو حتى يأتي لتوصيله
و لكن كبرياؤه آلمته !!
هو الذي لم يفعلها مسبقا

ثم وردت في عقله فكرة أن يركب أي وسيلة خاصة لنقله ثم يحاسبها عند وصوله إلى بيته
و لكن حالة إخفاء أنه لا يملك نقودا و أنه سيتصرف طبيعيا حتى يصل إلى بيته و من ثم المجادلة مع السائق بأنه سوف يصعد ليأتيه بالنقود ، أحجمته !!

ثم قرر أن يقبل التحدي و يمشي إلى بيته
قدر المسافة بساعة و نصف من الزمن
فرق نصف ساعة عن أقصى مسافة قطعها سابقا
و زينت محياه ابتسامة التحدي و بدأ

في البداية كانت التجربة لذيذة
دندن قليلا
و غنى أغانيه المفضلة
ثم اجتر ذكريات يومه الطويل

بعد أقل من ثلث الطريق بدأ يصيبه التعب
في البداية اندهش مما حدث
ثم تذكر أن تحدي المشي هذا أتى بعد يوم طويل مليء بالأحداث
بدأت تتقاطر على جبهته حبات العرق على الرغم من برودة الطقس المحيط
زاد تتابع زفراته الحانقة
و تباطئت خطواته من الضعف الذي أصاب عضلاته ، طالبة للراحة

ثم جاءت في رأسه خاطرة بأن ينظر إلى الأرض
عل و عسى أن يجد نقودا وقعت من أحدهم هنا أو هناك
هو ؛ الذي لطالما وقعت منه نقودا ، ليس بحدث جلل أن يجد شيئا مما وقع منه قبلا -حتى لو من أحد آخر- و لو على سبيل التعويض
(ورقة من فئة الخمسة جنيهات)
قادرة على حل جميع مشاكله في هذه اللحظة
سرت ابتسامة في وجهه المنهك لهذه الفكرة
و من ثَم شرع في التنفيذ

الحماسة التي دبت في أوصاله وقتما بدأ البحث
عيناه التي تمسح الطريق مسحا علها تجد ما يرجوه
و عضلاته التي بعثت فيها قوة إضافية لتسريع الخلاص
سرعان ما خابت مساعيهم في العثور على أية نقود
ماذا حدث لهذه البلد ؟
هل أصاب القحط أبنائها لهذه الدرجة ؟
لم تعد كسابق عصرها ؟
أم أصابه هو النحس ؟
هو الذي لطالما وجد نقودا في طريقه تركها أحيانا حتى يعثر عليها محتاج ، و أخذها أحيانا ليضعها في صندوق الصدقات ليستفيد بها أحدهم

بعد هنيهة من الوقت بدأت الخيالات تهاجمه
أصبح يثني جسمه ليقترب من الأرض أكثر حينما تلفت انتباهه ورقة مماثلة لمثيلتها النقدية
حتى أنه تراجع خطوتين و نزل على ركبتيه لينظر تحت سيارة واقفة على ورقة ظنها مأربه
قام منفضا بنطاله ، جامعا أصابعه كقبضة في عنف
ثم أكمل مسيره

اقترب من أن ينهي نصف الطريق
فلاح في خاطره أنه ليس من الضروري أن يجد (ورقة من فئة الخمسة جنيهات)
يكفيه أن يجد جنيها أو اثنين يركب بهما أي شئ يقرب مسافته قليلا
فطفق يبحث عن أي شئ لامع قد يكون عملة معدنية هو في أشد الحاجة إليها الآن
و لكن من الواضح أيضا أن البلد قد ضنت بما تملك
كل ما كان يلمع قابله ، هي أغطية المشروبات الغازية فقط

متهدلا في خطواته
وصل إلى بيته بعد ساعتين متواصلتين من المشي ... و البحث !!!

***

تعود بعد ذلك
أينما ذهب في طريق لم يقطعه مسبقا
يفلت من يده بعضا من النقود
عل أحدهم يحتاجها...
للرجوع إلى منزله !!

مُزُنْ
20-11-2016, 07:26 PM
تسلم يمينك ..وَ بإنتظآر جديدك ..لاهنتِ

براءة مشاعر
29-03-2017, 01:55 PM
تسلم الايـآدي يالغلآ ... يعطيكِ العـآفيه ...