المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دواعي الايمان وأسبابه


مُزُنْ
18-08-2016, 12:07 PM
|


* قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
(4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) سورة المؤمنون
هذه اوصاف المؤمن حقا ومضمونها القيام بالواجبات الظاهرة والباطنة واجتناب المحرمات والمكروهات
ويترتب على ذلك أن الايمان يزيد بزيادة هذه الأوصاف والتحقق بها وينقص بنقصها ,
وأن الناس في الايمان درجات متفاوتة , بحسب تفاوت هذه الأوصاف , ولهذا كانوا ثلاث درجات :
_ سابقون مقربون ( الذين قاموا بالواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات , وفضول المباحات )
_ مقتصدون ( الذين قاموا بالواجبات وتركوا المحرمات )
_ ظالمون لأنفسهم ( الذين تركوا بعض واجبات الايمان وفعلوا بعض المحرمات )
هؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر 11

* وقد ثبت بدلالة الكتاب والسنة معنى الايمان ,وأنه أسم جامع لشرائع الاسلام وأصول الايمان وحقائق الاحسان , وتوابع ذلك من أمور الدين
بل هو أسم للدين كله ويزيد وينقص , ويقوى ويضعف . كما جاء في قوله تعالى
_ ( لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ) الفتح 4
_ ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ) المدثر 31
_ ( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران 173

فالمؤمنون الكمل عندهم من تفاصيل علوم الايمان ومعارفه وأعماله , ما لا نسبة اليه من علوم عموم كثير من المؤمنين ,
وأعمالهم , وأخلاقهم , فعند كثير منهم علوم ضعيفة مجملة وأعمال قليلة ضعيفة , وعند كثير منهم من المعارضات
والشبهات والشهوات مايضعف الايمان وينقصه درجات كثيرة.

والعبد المؤمن _ في نفسه _ له أحوال وأوقات تكون أعماله كثيرة قوية , وأحيانا بالعكس .
وكل هذا من زيادة الايمان ونقصه , ومن قوته وضعفه .

* في ذكر الأمور التي يستمد منها الايمان :
_ التدبر لآيات الله المتلوة من الكتاب والسنة والتأمل لآياته الكونية على اختلاف أنواعها ,
والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد , والعمل بالحق , فجميع الأسباب مرجعها الى هذا الأصل العظيم.

_ معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة , والحرص على فهم معانيها ,والتعبد لله فيها .
ومعرفتها تتضمن ( توحيد الربوبية , وتوحيد الالهية , وتوحيد الأسماء والصفات )
وهذه روح الايمان وأصله وغايته , فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه.

_ تدبر القرآن على وجه العموم ,فان المتدبر لايزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به ايمانا,
كما قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الانفال
فاذا نظر الى انتظامه واحكامه , وأنه يصدق بعضه بعضا , ليس فيه تناقض ,ولا اختلاف , وهذا من أعظم مقويات الايمان .

_ معرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم , وماتدعو اليه من علوم الايمان وأعماله , كلها من محصلات الايمان ومقوياته ,
فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله , ازداد ايمانه ويقينه , وقد يصل في علمه وايمانه الى مرتبة اليقين .

_ ومن طرق موجبات الايمان وأسبابه : معرفة النبي صلى الله عليه وسلم , ومعرفة ماهو عليه من الأخلاق العالية , والأوصاف الكاملة .
كما قال تعالى ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69) المؤمنون
أي بمعرفته صلى الله عليه وسلم توجب للعبد المبادرة الى الايمان ممن لم يؤمن , وزيادة الايمان ممن آمن به .

_ ومن أسباب الايمان ودواعيه التفكر في الكون , في خلق السموات والأرض ومافيهن من المخلوقات المتنوعة ,
والنظر في نفس الانسان وماهو عليه من الصفات .
لما في هذه الموجودات من عظمة الخلق الدال على قدرة خالقها وعظمته , ومافيها من الحسن والانتظام والاحكام الذي يحير الألباب ,
وذلك كله يدعو الى تعظيم مبدعها وشكره واللهج بذكره واخلاص الدين له , وهذا هو روح الايمان وسره .
وكذلك النظر الى فقر المخلوقات كلها واضطرارها الى ربها , وذلك يوجب للعبد كمال الخضوع , و قوة التوكل على ربه ,
وشدة الطمع في بره واحسانه .
وبهذا يتحقق الايمان ويقوى التعبد , فان الدعاء مخ العبادة وخالصها .

_ ومن أسباب دواعي الايمان الاكثار من ذكر الله كل وقت , فان الذكر لله يغرس شجرة الايمان في القلب ويغذيها وينميها ,
وكلما ازداد العبد ذكرا لله , قوي ايمانه . ومن أحب الله أكثر من ذكره, ومحبة الله هي الايمان , بل هي روحه .

_ ومن الأسباب الجالبة للايمان معرفة محاسن الدين : عقائده أصح العقائد وأصدقها وأنفعها , وأخلاقه أحمد الأخلاق وأجملها ,
وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها .

_ومن أعظم مقويات الايمان الاجتهاد في التحقق من مقام الاحسان , في عبادة الله والاحسان الى خلقه ,ولايزال العبد يجاهد نفسه ليتحقق بهذا المقام العالي حتى يقوى ايمانه ويقينه
ويصل في ذلك الى حق اليقين _ الذي هو أعلى مراتب اليقين _ فيذوق حلاوة الطاعات , ويجد ثمرة المعاملات , وهذا هو الايمان الكامل .

_ ومنها قوله تعالى ( ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
(4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) سورة المؤمنون
فهذه الصفات الثمان , كل واحدة تثمر الايمان وتنميه .

_ ومن دواعي الايمان وأسبابه الدعوة الى الله والى دينه , والتواصي بالحق والتواصي بالصبر , والدعوة الى أصل الدين , والدعوة الى التزام شرائعه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

||

пαнεɔ
20-08-2016, 02:29 PM
جزاك المولى خير الجزاء ووفقنا الله للعلم النافع

لحن الروح
18-10-2016, 06:30 AM
بارك الله فيك وجزاك ربي الخير