المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع سورة البقرة ( صفات المتقين )


بدوره
06-09-2015, 05:39 AM
وقفات مع سورة البقرة للأستاذة أناهيد السميري
===================================


بسم الله الرحمن الرحيم
(( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ))
================================================== =============
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

• أي سورة تبدأ بحروف مقطعة تكون دفاع عن الله عز وجل وعن الرسل
• ذلك : أي الشيء الرفيع المنزلة فهو إشارة إلى الكتاب أنه الرفيع المنزلة ، فهو الكتاب الذي يحتوي العلم ولا كتاب غيره يحتوي العلم وهنا دلالة على الرفعة وفيه إشارة أنه على الحقيقة
• لا ريب فيه : أي لا شك فيه , فكل خبر في كتاب الله حق وكل أمر من الأوامر حكمة وكذلك النواهي
• ثلاثة أمور تدل على الثقة بالكتاب :-
الأول : الاعتقاد واليقين بأن هذا الكتاب لا شك فيه فهو محفوظ من الله منذ أنزله الله حتى يرفعه آخر الزمان فتم حفظه في النزول وقت ما نزل ، ونزل به الملك الذي وصفه الله أنه أمين ، ونزل وقد صفدت الشياطين ، ومن حفظ هذا الكتاب حفظ السنة أيضاً وكما سخر للكتاب من يجمعه سخر أيضا من يحفظ السنة
الثاني : ان هذا الكتاب لا شك فيه فقد بين الله من يبين معانيه وجعل من الرجال الصالحين من يحفظوه ويزيلوا أي شبهة عليه ، أي أنه حفظ من قبل رجال صالحين
الثالث : إن هذا الكتاب كل يوم يأتي دليل بأن هذا الكتاب لا شك فيه
• هدى للمتقين : الذين ينتفعون بهذا الكتاب هم المتقون ، وجاء في آية أخرى(( هدى للناس )) اذن من ينتفع بهذا الكتاب ؟ هل كل من قرأ القرآن يهتدي به ؟ هل مجرد قراءتي للقرآن أهتدي به أم يجب أن يكون لدي صفة حتى أهتدي به إن هذا الكتاب شاهد على كل الناس يهديهم ويرشدهم للطريق القويم ، وهذه هداية دلالة وارشاد
أي(( هدى للناس )) : دلالة وارشاد ، (( هدى للمتقين )) هي هداية التوفيق والطريق المستقيم
إذن المتقين : هم الذين يريدون الحق ويريدون الله يريدون أن يستقيموا على الطريق المستقيم يريدون الهداية للطريق المستقيم أي طالبين للتقوى وهي قاعدة :- كلما صدق العبد ثبته الله وأرشده على الطريق المستقيم
قال تعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ))
• صفات المتقين :-
1- (( الذين يؤمنون بالغيب )) إذن أول صفة للمتقين هي الايمان بالغيب : الأركان السته من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره هذه قواعد أساسية يبنى عليها الدين كله ، فعندما يتحول هذا الغيب إلى شهادة حق فقوي الايمان هو من يرى الحقائق الغيبية كأنها شهادة وان كان لا يلمسها ومثال على ذلك
( اللهم أعط منفقا خلفا ) قوي الايمان هو الذي يشعر بها ،
وكلما ضعف الايمان بالغيب يختلف الوصف من المؤمن الى المنافق أي اقترب المرء من صفات المنافقين لأن الفرق بين المؤمن والمنافق الايمان بالغيب ومثال قوله تعالى (( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ )) أي عرفوا الحقائق وما وضعوا في النار حطبا لتبقى مشتعلة حتى انطفأت كذلك عرفوا كل الحقائق ومع معرفتهم الحقائق تركوا الايمان يضعف الى أن انطفأ
ولذلك جهادنا الحقيقي في حياتنا هو تقوية الايمان في قلوبنا ومن المهم أن نعرف حقائق الايمان فنعرف ديننا وربنا ورسولنا من كتاب الله ، فكل حقائق الايمان موجودة في كتاب الله وعلينا أن نبحث عنها داخل قلوبنا ، أن ننظر بقلوبنا إلى آثار كمال صفاته ، نعمه ، ستره ، جبره ، والمفروض ان هذا يزيد في ايماننا
2- (( ويقيمون الصلاة )) الصفة الثانية إقامة الصلاة وتعتمد على الايمان بالغيب ، فالذي يقول الله أكبر فعلا يرى أن الله له العظمة والجلال وأنه لا يحتاج لأحد من خلقه وإنما الخلق يحتاجونه فمن يقيم الصلاة يجب أن يعلم يقينا أنه عندما يقرأ الفاتحة يحاوره الله فعندما يقول الحمد لله يقول الله حمدني عبدي ....... وهكذا الى نهاية السورة فله قوة ايمان بالغيب
3- (( ومما رزقناهم ينفقون )) : الانفاق أيضا من آثار الايمان بالغيب ، فالتعامل مع المال أنه ليس مالك وانما مستخلف عليه هي العقيدة الصحيحة ومصدرها الايمان بالغيب ، فالإيمان بالغيب هو مصدر النجاة
4- (( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ))
أي الايمان بالكتب السابقة للقرآن وينبغي أن نتعامل مع القرآن أنه كلام الله الذي ملائكة السماء أغشي عليها عندما سمعته من عظمة الكلام ، وان هذا الكتاب تيسر لنا قراءته لأن الله يسره لنا فمن أراد أن يعرف أن الله يكلمه يفتح القرآن ومن أراد أن يسمعه الله يقوم ويصلي
(( وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )) هنا الايمان بالآخرة : تبدأ الآخرة للعبد من لحظة قبضه فاما ملائكة الرحمة واما ملائكة العذاب وأن القبض يكون يسيرا لأهل الايمان ويكون شديدا لروح الكفار والذين آمنوا وكانت علاقتهم بالملائكة علاقة الولاية يطمنونهم
والايمان بالآخرة هو مجموعة حقائق تؤمن بها ومنها تعرف حالتك ، فالمرء في ظل صدقته يوم القيامة ، والقرآن شفيع بصاحبه فيجب أن نفعل أفعالا ونحتسبها أي أن الله يحسبها لي وأنتفع بها فمن كان همه الآخرة جمع شمله ومن كان همه الدنيا تفرق شمله
• (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) :
من يأتي بالأوصاف التي ذكرناها يكون على هدى فهم بذروا بذرهم ووجدوا جنيها يوم يحتاج الخلق إلى أعمالهم
اللهم جملنا بهذه الأوصاف وافرغ على قلوبنا مشاعر الطمأنينة عند لقائك

اللهم اجعلنا من المتقين وسهل لنا ذكرك وفقهنا وفقه أهلنا ، الهم اهدنا بهداك واجعلنا ممن يسارع في رضاك
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

مُزُنْ
07-09-2015, 08:05 AM
جزاك الله خير ..فتح الله عليك وبارك في جهودك

juman96
12-09-2015, 02:42 PM
جعل الله كل حرف كتبتيه ونقلتيه في موازين حسناتك يوم القيامة..