المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ


juman96
27-12-2014, 05:13 AM
:



((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)) الذي ربَّيتَني ورأيتُ آثارَ نعمتك عليّ، ورأيتُ آثار صفاتك، رأيت الناس ينامون، وأنت وحدك الذي أدعوك فتستجيب وترزقني من يد فلان ويأتيني الرزق رغمًا عن فلان, وفلان يكيد لي وتكون مكيدته في صالحي وهو الذي يقع فيها, وتدفع عني كذا.. إلى آخره، مِن كل ما أراه من التربية, أنت وحدك يا رب الذي تستحق أن لا يكون في قلبي إلا أنت معظَّمًا متعلَّقًا به، أنت وحدك.
وفي أواخر سورة الحشر ذكر الله عزّ وجلّ من أسمائه وصفاته كلّ ما يدلّ على أنّ المطلوب من العبد: أن يتعلّق بربِّه وأن يعظِّم ربه.

((خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُك)) يعني أنا أعترف يا ربّ أنّه لا خالق لي سواك، وأنا لست بعبدٍ لأحدٍ سواك.
لا خالق سواك: في مقابل ((أَنْتَ رَبِّي)).
لستُ بعبد لأحد سواك: في مقابل ((لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)).
((لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)) أكون له عبدًا؛ من أجل ذلك المفترض أن الناس يحمدون ربهم على أنه لم يجعل لهم ربًّا وإلهًا سواه.
لو أنّ رقبتنا لأحد غير الله؛ ماذا كان سيحصل لحالنا؟! كيف يحكم الناس على الناس؟! فلو أن الناس موكلين بنا؛ لهلكنا! سواء في تدبير شؤوننا أو في محاكمتنا أو في مخاصمتنا أو في محاسبتنا؛ من أجل ذلك قال الله عزّ وجلّ في آخر سورة الإسراء: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} يعني هو سبحانه وتعالى يستحقّ الحمد أنه ما جعل رقابنا في يد أحد، فأنت لا تجعل رقبتك اختيارًا في يد أحد!
الله تعالى لا يريدك أن تكون عبدًا إلا له, والعبد يريد لنفسه الهلاك! ولذلك قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَد} الإنسان يختار الكبد ويتقلّب فيه إلى أن يكون ذليلاً لغير الله؛ لذلك يقول في السورة نفْسها: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} يعني لو اقتحم العقبة ومرّ بها ولم يتعلّق بالناس ولم يعظّمهم؛ لاقتحمها ووصل إلى المراد.


((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْت)) ما هو هذا العهد؟
قولان:
1. العهد الذي أخذ اللهُ عزّ وجلّ على بني آدم وهم أمثال الذرّ، وهو شهادة أن لا إله إلا الله.
2. العهد الذي نردّده في سورة الفاتحة بقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} أي أن العبد يعاهد ربه على أمرين:
1- على ألاّ يعبد أحدًا غيره.
2- ولا يستعين بأحد غيره.
يعني أنا على عهدك الذي عاهدتك إياه بأن لا أعبد أحدًا غيرك، ولا أستعين بأحد غيرك.
والعبادة: أن يتعلّق بربه ويعظّمه.
كيف سينفذ الأوامر لمّا يتعلّق بربّه؟
ليس كشخص مدفوع، أو شخص يرجو شخصًا من أجل أن يصلي! أو شخص يقول لآخر: احمد ربك أنني صليت! بل يكون متعلِّقًا برضاه، خائفًا من سخطه، فيفتّش عن أماكن الرضا ويقصدها، ويخاف من أماكن السخط فيهرب منها.

ماذا فعل يوسف -عليه السلام-؟ هل قال: أنا شجاع؛ سأواجه المرأة؟!
استبَقَ الباب، يعني: هرب.
إذًا المعظِّم لربِّه يهرب من مواطن الفتنة، ولا يتعرض لها ويقول: "قليلاً فقط وسأخرج بنفسي"! هذا لا يعرف نفسه!
الذي يعرف نفسه يعرف أن نفسه تأخذه بالتدريج.

((وَوَعْدِكَ)) ما هو وعد الله؟
وعد الله لنا بالأجر.
كيف أكون على وعد الله الذي وعدني؟
يعني أكون مؤمنة مصدِّقة بوعد الله.
ما معنى مؤمنة مصدِّقة بوعد الله؟
أنا أعرف أن الجنة موجودة، لكن دعونا نتأمل قليلاً بعمق في هذه المسألة حتى نرى كيف أن الإنسان كل مرة يريد أن يكون على الوعد..
الله عزّ وجلّ يخبر عن أهل الجنة أن لهم أنهارًا، ماذا يفعلون بها ؟
{يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} يعني يملكونها, ويملكون متى شاؤوا أن يفجرونها، هذا من الوعود.
لماذا اخترنا هذا الوعد بالذات؟ ما هي نقطة بلاء العبد واختباره في الدنيا؟
المُلْك، هو نقطة البلاء والاختبار، يعني أن الناس يتنازعون حول مُلْك الأشياء, ليس شرطًا مُلْكًا مادّيًّا، بل حتى مُلْكًا عاطفيًّا، حتى الحبّ.
لماذا أحببت هذا؟ ولماذا لم تحبّ هذا؟ ولماذا أعطيت هذا ولم تعطني..؟!
يعني الإخوان في البيت، والزوجات لزوجهم، بل أحارب -أحيانًا- على شيء لا دخل لي فيه!!
لماذا؟ لأنه في النفس من البلاءات: حبّ التملّك.
الذي يحارب هذا البلاءَ في الدنيا؛ -تأمّل دقة الجزاء- يُرزَق يوم القيامة في جنات عدن أن يُملَّك عظيمَ الملك، بل أن يفجِّر مِن أمره! {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}.
يعني الذي ينجح في الدنيا في اختبار المُلك ويعلم أن المُلك حقيقةً مُلك الله, فما يطرق باب أحد على أنه يملك, إنما يعلم أن المالك على الحقيقة هو الله, الذي ينجح في الاختبار في الدنيا؛ يُعطى في الآخرة أنه يُملَّك شيئًا موضع السوط منه خير من الدنيا وما عليها! ((مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)) فتصوّر الفارق بين المُلْكَيْن!
لمّا يأتي العبد يقول: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ)) يعني في كل مرة أعالج نفسي بما وعدتَني به، من أجل أن أترك الذي نهيتَني عنه.

الذي يشرب الخمر في الدنيا؛ لن يشربها في الآخرة، فالذي يريد أن يمتثل هذا الأمر يُذَكِّر نفسه أنّ الذي سيأخذه في الدنيا؛ لن يأخذه في الآخرة.
إذًا لا تنازعْ في الدنيا في مُلْك أحد, ولا تطلب المُلْك إلا ممن يملك على الحقيقة, وفي الآخرة تُملَّك ما لا تحلم به!
((أنا على وعدك)) بحيث أني أردّد دائمًا على نفسي الوعد، حتى أجفِّف مِن قلبي مواردَ حبّ الدنيا.

::

غفوة حلٌم
27-12-2014, 02:52 PM
يعطيك العافيه
ماننحرم منك ولا من جديدك

:567121953105020[1]:

مُزُنْ
31-12-2014, 01:50 PM
جزاك الله خير ..فتح الله عليك وبارك في جهودك