المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلاوة اﻻيمان


مُزُنْ
10-11-2014, 12:25 PM
قال الشيخ صالح بن حميد حفظه الله:*للإيمان طعم يفوق كل الطعوم، وله مذاق يعلو على كل مذاق. ونشوة دونها كل نشوة.

حلاوة الإيمان حلاوة داخلية في نفس رضية وسكينة قلبية تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق.

لا أرقَ ولا قلق ولا ضيق ولا تضييق، بل سعة ورحمة، ورضىً ونعمة:*ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً*[النساء:70]. ذَلِكَ فَضلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ*[الحديد:12].

الإيمان بالله هو سكينة النفس، وهداية القلب، وهو منار السالكين وأمل اليائسين، إنه أمان الخائفين ونصرة المجاهدين. وهو بشرى المتقين ومنحة المحرومين. الإيمان هو أب الأمل وأخ الشجاعة وقرين الرجاء. إنه ثقة النفس ومجد الأمة وروح الشعوب.

وأول منافذ الوصول إلى حلاوة الإيمان وطعم السعادة الرضى بالله عز وتبارك رباً مدبراً فهو القائم على كل نفس بما كسبت، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، قيوم السماوات والأرضين، خالق الموت والحياة والأكوان. مسبغ النعم، مجيب المضطر إذا دعاه وكاشف السوء. أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، سوَّى الإنسان ونفخ فيه من روحه، أطعمه من جوع، وكساه من عري، وآمنه من خوف، وهداه من الضلالة، وعلمه من بعد جهالة.

إيمان بالله تستسلم معه النفس لربها، وتنزع الى مرضاته، تتجرد عن أهوائها ورغباتها، تعبده سبحانه وترجوه، تخافه وتتبتل اليه، بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، رضىً بالله ويقين يدفع العبد الى أن يمد يديه متضرعاً مخلصاً:*((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).

ومذاق الحلاوة الثاني ـ أيها الإخوة ـ: الرضى بالإسلام ديناً، دين من عند الله أنزله على رسوله ورضيه لعباده ولا يقبل ديناً سواه.

اسمعوا إلى هذا التجسيد العجيب للرضى بدين الله؛ غضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه على زوجته عاتكة فقال لها: والله لأسوأنك. فقالت له: أتستطيع أن تصرفني عن الإسلام بعد إذ هداني الله إليه؟ فقال: لا. فقالت: أي شيء يسوءني إذن؟! الله أكبر... إنها واثقة مطمئنة راضية مستكينة مادام دينها محفوظاً عليها حتى ولو صب البلاء عليها صباً.

بل إن إزهاق الروح مستطاب في سبيل الله على أي جنب كان في الله المصرع. الإسلام منبع الرضاء والضياء، ومصدر السعادة والاهتداء.

ومذاق الحلاوة الإيمانية الثالث: الرضى بمحمد**رسولاً ونبياً. محمد الناصح الأمين، والرحمة المهداة، والأسوة الحسنة، فلا ينازعه بشر في طاعة، ولا يزاحمه أحد في حكم:*فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ[النساء:65].

الرضى بمحمد**اهتداءً واقتداءً. وبسنته استضاءةً وعملاً

غفوة حلٌم
10-11-2014, 10:40 PM
يعطيك العافيه