المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يبكي الظلم / قصة قصيرة


نبضات مجروحه
28-04-2014, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

المكان : مستشفى / الإسعاف / قسم الحوادث
الأشخاص : أطباء / ممرضين / مرضى / الدكتورة وفاء طبيبة حديثة التخرج
الأحداث : يدخل مجموعة من الرجال بسرعة شديدة مستنجدين بالأطباء يحملون صبيا في حدود الثالثة عشرة من عمره ينزف وقد دخل في غيبوبة وبجسمه كسر ورضوض وكدمات
تعلن حالة الطوارئ ويتجمع المسعفون إجراءات سريعة .. النزف حاد .. الحالة متأخرة النبض ضعيف الضغط منخفض الحالة حرجة جدا
تدخل امرأة الإسعاف صارخة باكية موجوعة : ولدي ولدي أين ولدي لا تقولوا مات ليس لي غيره أين ولدي يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارب أبق لي ولدي يارب يارب .................................
تدور بين الغرف تطوف على الأسرة تستقبلها الممرضات وهي تصرخ وتستغيث وتدور كمن فقد عقله : أين ولدي
لا تقولوا مات
استقبلتها د0 وفاء بشفقة شديدة وهي تهدئها : ولدك بخير بإذن الله
: أريد أن أرااااااااه ثم اخترقت صفوف الواقفين فلاحت لها قدما ولدها فجثت على الأرض واحتضنتهما وهي تبكي ثم أقبلت على الصبي تناديه بلهفة وأبعدتها الطبيبة والممرضات فالصبي في طريقه لغرفة العمليات وهي تركض خلف السرير وتقع
أخذتها د0 وفاء إلى غرفة وأقسمت لها أن ولدها بخير لتطمئن (وكل قدر الله خير) ثم قالت صلي وادعي له أن يشفيه الله خير لك من الجزع فالله لا يرد السائلين هرعت الأم إلى الوضوء فلما رأت وفاء هيئتها وما أصابها من الإعياء سارعت إلى الصلاة قبلها واستغرقت في الدعاء وصوت نشيجها يسمعه من حولها وبعد الصلاة هدأت الأم شيئا قليلا وأخبرت الطبيبة أن هذا هو ابنها الوحيد وأنه يتيم وأنها أنجبته بعد عقم دام 20 سنة وأنه اشتبك مع أولاد المدرسة وصنعوا به ذلك ثم علا صوتها بالنحيب والدعاء على من آذى وحيدها وعادت إلى البكاء وانهارت قواها وهي تتمتم : يارب لا تأخذ ولدي يارب كانت وفاء قلقة جدا ومر الوقت بطيئا حتى خرج الصبي إلى العناية وقد تخطى الخطر والحمد لله فساقت البشارة لأمه التي فقدت وعيها فرحا وإعياء وبعد إنعاشها اطمأنت عليها وفاء وأخبرتها أن عليها أن تذهب لمنزلها لأنها كانت مناوبة وأنها أخرت خروجها حتى تطمئن على الصبي وهدأت الأم وأعطتها وفاء رقم هاتفها وأخبرتها أنها ستبقى معها على تواصل
ومرت الأيام وحالة الصبي تتحسن ووالدته ترافقه ووفاء ترعاهما كلما سنحت لها الفرصة وكذا في وقت عطلة نهاية الأسبوع
كانت الأم فرحة بنجاة وحيدها ممتنة للطبيبة عازمة على مقاضاة من آذى ولدها
وفي أخر يوم للصبي في المستشفى قالت د0 وفاء للأم أريد أن أراك قبيل خروجك من المستشفى
قالت الأم : طبعا وأنا التي أريد أن أراك وان تستمر علاقتي بك لو تكرمت علي بذلك
وفاء : بكل سرور حرر للصبي خروج فهرعت والدته إلى د0 وفاء لوداعها وشكرها وبناء على طلبها
انتحت بها وفاء جانبا في غرفة المناوبة وكشفت حجابها كاملا وقالت للمرأة هل عرفتني الآن
لم تعرفها فأزاحت وفاء شعرها وأرتها جرحا قديما في رقبتها
عند ذلك جلست الأم فلم تستطع قدماها أن تحملها وأجهشت في بكاء يقطعه صدى الذكرى
المكان : المدرسة الصف الثاني متوسط
الحدث : معلمة توبخ الطالبة وفاء بعنف وتخبرها أنها رصدت لها صفرا
خرجت وفاء من مكانها في نهاية الحصة تبين عذرها للمعلمة ووقفت بينها وبين الباب فدفعتها المعلمة من طريقها سقطت وفاء واصطدمت بقطعة حديد بارزة في الطاولة وسقطت فاقدة للوعي وتنزف بشدة ونقلت للإسعاف وكتبت الإفادة أن الطالبة سقطت أثناء جريها
حضرت أم الطالبة من الغد تشتكي بعدما عرفت حقيقة الأمر فقوبلت ببرود وبهجوم على ابنتها من قبل المعلمة فبكت الأم وقالت إنها وحيدة ويتيمة ثم خرجت قائلة للمعلمة (حسبي الله ونعم الوكيل الله يحرق قلبك مثل ما حرقت قلبي) ومضت
كل هذه الذكريات تواردت بسرعة على المعلمة ( س ) وهي أمام طالبتها وفاء
تداركت د0 وفاء الأمر واحتضنت معلمتها وقالت : والله ما قلت لك كل هذا لإيذائك وقد عرفتك في الإسعاف حينها توضأت وأسرعت للصلاة قبلك أدعو الله لوحيدك واتصلت على والدتي وطلبت منها الدعاء له ولكن حين رأيت إشفاقك على وحيدك تذكرت الطالبات ودعاءهن فرأيت أن أصارحك لعل الله يرزقك من الصالحات ما يستجيب به دعاءك لولدك واحتضنتها وبكت :::::
انتهت

لحن الروح
16-10-2016, 01:09 AM
بارك الله فيك وجزاك ربي الخير

براءة مشاعر
29-03-2017, 01:56 PM
تسلم الايـآدي يالغلآ ... يعطيكِ العـآفيه ...